الحلقة الثالثة: صدام قال للوفد البريطاني: رجال الدين الإيرانيون متعطشون للسلطة

طارق عزيز أكد أن العراق أنقذ المنطقة من التطرف وحمى المصالح الغربية

صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
TT

الحلقة الثالثة: صدام قال للوفد البريطاني: رجال الدين الإيرانيون متعطشون للسلطة

صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية
صورة أرشيفية لصدام حسين مع مرافقيه لدى تفقده إحدى قطعات الجيش أثناء الحرب العراقية ــ الايرانية

في هذه الحلقة من الوثائق البريطانية لعام 1984 التي افرج عنها بعد30 عاما من السرية تتناول «الشرق الأوسط» لقاءات البريطانيين مع بعض المسؤولين العرب، السياسيين والعسكريين، أمثال الملك حسين وولي عهده الأمير حسين واللواء زيد بن شاكر والرئيس العراقي صدام حسين ووزير خارجيته طارق عزيز وغيرهم. وتمحورت المحادثات حول الحرب الدائرة بين العراق وإيران، أي بعد نحو أربع سنوات من اندلاعها. بريطانيا كانت متخوفة من تدهور الأمور عسكريا وتأثر إمدادات البترول. بعض الوثائق يلقي الضوء على الموقف العراقي الذي أصبح أكثر ميولا إلى التوصل إلى هدنة مع إيران وإنهاء الحرب، خصوصا بعد تراجع القوات العراقية في المحمرة. وقال صدام، إن «هدف العراق لم يكن تحرير عربستان».
كما تتناول وثائق أخرى تأثير الوضع العسكري الإيراني على الجبهة الداخلية ومن سيسد الفراغ السياسي في حالة سقوط نظام الخميني، وهل الاتحاد السوفياتي سيكون الرابح الأكبر من انتهاء حكم الملالي. صدام كان يأمل ألا يقوم الإسرائيليون بمهاجمة خط أنبوب النفط الذي يصل إلى العقبة، وكان يتوقع أن يضمن ذلك من خلال وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبر وينبيرغر، الاثنان عملا مدراء في شركة «بيتشلي» الأميركية للإنشاءات التي ستقوم ببناء الخط.
تقول الرسالة التي بعث بها جوليان آمري وزير الدولة في الخارجية البريطانية إلى رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر، إن «الرئيس العراقي كان يرتدي الزي العسكري ويحمل على خاصرته مسدسا ويجلس في غرفة اجتماعات كبيرة. عدد كبير من الحراس يحملون البنادق الرشاشة يمكن رؤيتهم خلف الباب لكنهم على مسافة لا تسمح لهم بسماع النقاش الدائر».
بدأ صدام حسين حديثه بسؤال الوفد البريطاني حول انطباعاته عن الجبهة التي زاروها في اليوم السابق. وقال الكولونيل مكلين، إنه «يمكنه التكلم عن الجزء القصير من الجبهة التي زاروها»، مضيفا: «لو كان ضابطا إيرانيا لفكر طويلا قبل القيام بأي هجوم على الجهة المقابلة التي يتحصن خلفها العراقيون على خط النار في بحيرة مجنون». وقال إنه «كون انطباعات جيدة حول معنويات القوات العراقية وأوضاعهم». وقال الرئيس صدام إنه يشعر بالأمان الآن، بعد انسحابه من خرمشاه عام 1982، ضد أي محاولة اختراق من قبل الإيرانيين.. العراق دولة من العالم الثالث، لكنها متقدمة، ويمكنها أن ترسل قواتها المحترفة إلى الأمام أو تسحبهم إلى الخلف كما تتطلب المعركة.. لو كان هدف العراق تحرير عربستان، لكان هجوم القوات العراقية عاطفيا أكثر. لكن لم يكن هذا الهدف، وعندما فهمت القوات ذلك دافعت بقلبها عن أرض الوطن.
«الإيرانيون لم يفهموا هذا، وفسروا انسحابنا من المحمرة على أنه ضعف، واعتبروا أن ذلك سيقود إلى هزيمتنا. محاولاتهم المتكررة لاختراق خطوطنا، والتي تزامنت مع المشكلات التي يواجهوها داخليا، دفعتهم إلى القيام بهجمات انتحارية في فبراير (شباط) 1984. قواتهم هاجمتنا مثل الجراد، وقضينا عليهم مثلما يقضي المزارعون على الجراد، بعد أن حفرنا الخنادق وحرقناهم كلما تقدموا». وتقول الرسالة إن «الرئيس صدام شاهد بنفسه، كما أخبرهم في الاجتماع، المذابح، ووعد أن يرسل لنا شريطا مصورا للاطلاع عليه».
صدام يريد ضمانات إسرائيلية بألا تهاجم خط أنبوب نفط يصل إلى العقبة وقال الوزير جوليان آمري إنه «يعتقد من خلال ما شاهده في العراق وعلى الجبهة، أنه من الصعب جدا على الإيرانيين تحقيق هدفهم الأول، وهو إسقاط النظام العراقي من خلال الوسائل العسكرية أو غيرها غير العسكرية. وبعد أربع سنين من الحرب، ما زال العراق شعبا متحدا تحت راية حكومة تتمتع بدعم شعبي، والجيش أعاد اصطفافه ويشعر أنه يقاتل للدفاع عن قضية عادلة. اقتصاد البلد في وضع أفضل، خصوصا بعد مد أنابيب بترول جديدة إلى ينبع والعقبة والإسكندرونة، لكن ما زال هناك بعض العقبات لضمان التزام إسرائيل بعدم مهاجمة خط الأنبوب الممتد إلى العقبة، لكن الرئيس يأمل أن يتم حل هذه المسألة قريبا.
وكان قد نوقش هذا الموضوع مع الملك حسين الذي قال، إن «خط أنبوب العقبة سيكلف أكثر من مليار دولار ويستغرق تجهيزه أكثر من سنة ونصف السنة»، مضيفا أن «العراقيين طلبوا من الأميركيين ضمانات ألا تقوم إسرائيل بمهاجمة الخط». وقال آمري، إن «وزير الخارجية جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبر واينبيرغر عملا مدراء في (شركة بيتشلي) للإنشاءات المقترحة لبناء الخط، وهذا يضعهما في موقف قوة للحصول على الضمانات المطلوبة».
وبخصوص الألغام التي تم زرعها في البحر الأحمر، قال الرئيس صدام، إنه لا يمتلك معلومات أكيدة حول الجهة التي قامت بذلك، لكنه يعتقد أنه من عمل «دولة غير مسؤولة»، وهذا أما إيران أو ليبيا، وهدفها زعزعة المنطقة، خصوصا في «دول تعتبر البوابة الخلفية للعراق، أي الأردن والسعودية».
وفي اللقاء سأل الوزير آمري الرئيس صدام حول رأيه إذا فشلت إيران في تحقيق انتصار في الحرب هل هذا يعني هزيمة النظام، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل سد الفراغ الذي يمكن أن يحدث مع سقوط نظام الخميني. وقال الرئيس إنه يريد أولا أن يضع الحرب في إطارها الصحيح قبل الإجابة على السؤال.
وقال، إن «العراق لم يبدأ الحرب في سبتمبر (أيلول) 1980. قبل ذلك بفترة طويلة اتبعت إيران سياسات عدائية تخريبية ضد العراق. وتم اغتيال وزيرين في تفجيرات في العراق، وشن حملة إعلامية عدائية وكان يحرض العراقيون على الإطاحة بالحكومة العراقية وتحرير العراق. كما ضربت إيران بالصواريخ منشآت البترول العراقية في البصرة وعرقلت الملاحة في شط العرب، كما أنهم هاجموا بعض المواقع الحدودية العراقية».
وفي 11 سبتمبر تمكنت القوات العراقية من دحر الإيرانيين من مواقع حدودية، وبعثت برسائل إلى الحكومة الإيرانية تحذرها بأن أعمالها يمكن وصفها بأنها إعلان حرب ضد العراق، إلا أنها تجاهلت الرسائل. لكن ردهم على الرسالة الثالثة تضمن توبيخا وكلمات بذيئة، وفي النهاية قاموا بحشد قواتهم على الحدود العراقية، وأغلقوا المجال الجوي الإيراني في وجه الطائرات العراقية وهاجموا أربع سفن عراقية في ميناء البصرة ومواقع عسكرية عراقية داخل الحدود.
قلق من التهديد الذي يشكله نظام الخميني للمنطقة وتذكر الرئيس صدام أنه بعد اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979 زاره وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في قريته خلال فترة من النقاهة كان يقضيها هناك. الأمير سعود الفيصل قال له إنه على الرغم من رسالة التهنئة التي بعث بها إلى إيران بعد الثورة، فإن الملك فهد كان قلقا من التهديد الذي يشكله نظام الخميني للمنطقة. وقال آمري في رسالته إلى مارغريت تاتشر أن الرئيس صدام، قال للأمير سعود الفيصل «إن أمله الوحيد هو التعايش السلمي مع إيران بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم». وقال آمري برأيه إن صدام ما زال يطمح أن تنتهي الحرب بين البلدين ويقيم مع أي حكومة إيرانية علاقات حسن الجوار.
وقال الرئيس العراقي، إن «إيران ضعفت كثيرا بعد الشاه، لكنه قلق حول مستقبل العلاقات مع إيران، وأنه من مصلحة العراق وكذلك العالم أجمع أن توقف الحرب بين البلدين في أسرع وقت ممكن، ولهذا يعتقد أنه لا يجب إعطاء أي متنفس لإيران لاستعادة قوتها. إذا وضعت الضغوط عليها فإن ذلك سيقوي معسكر المعتدلين في إيران الذين يميلون للسلام، لكن إذا استمرت الحرب فسيكون هناك مفاجآت كثيرة، سواء في منطقة الخليج أو على الساحة الدولية بشكل عام».
صدام يريد من الغرب الضغط على إيران لقبول هدنة وإنهاء حالة الحرب ويعتقد آمري أن بناء علاقات صداقة بين الاتحاد السوفياتي والدولتين المتصارعتين قد يساعد على إنهاء حالة الحرب بينهما. لكن ترك الأمور إلى القوى العظمى، لتحريض العراق على إيران أو العكس سيخلق ظروفا لا تطاق. الوثائق التي أفرج عنها العام الماضي بينت أن الغرب لا يريد أيا من الدولتين أن يخرج منتصرا أو مهزوما من الحرب.
قال الرئيس إنه يفهم عقلية الملالي أكثر من الغرب، «نحن جيران، والخميني عاش في كربلاء. من الخطأ جدا أن يقتنع الغرب بأهمية إعادة إيران كقوة في المنطقة.. التطرف الديني سوف يزرع بذور الفتنة في المنطقة، ولهذا لا يجب إظهار أي مرونة مع الملالي أو تصديق ما يقولونه».
بعد ذلك طرح الوفد البريطاني على الرئيس العراقي سؤالا حول فرص إجبار القيادة الإيرانية على الدخول في مفاوضات. وقال الرئيس، إنه «لا يعتقد أن عقد مفاوضات مع القيادة الحالية شيء مستحيل»، مضيفا، أن «رجال الدين متعطشون للسلطة، وبسبب ذلك تجدهم أكثر مرونة وبراغماتية من السياسيين». وأعطى الرئيس مثالا حول كيف أنهم في نهاية المطاف أطلقوا سراح الرهائن الأميركان، لكنهم استخدموا ذلك في الحصول على قسط من التنازلات.
ويعتقد الرئيس أنه كان من الممكن إجبار إيران على الدخول في مفاوضات سلام خطوة خطوة، لكن أوروبا لم تساعد كثيرا في هذا الموضوع. «الدول الأوروبية حصلت على البترول الإيراني مقابل الدفع نقدا، وهذه الأموال استخدمتها إيران في شراء الأسلحة. زيارة وزير الخارجية الألماني هانز ديتريتش جينشر كانت كارثية. لقد منحت الصحافة الإيرانية فرصة للقول للإيرانيين، إن إيران لها أصدقاء في الغرب. لم نفهم لماذا قامت بريطانيا ببيع طائرات هبوط لإيران، ومن السذاجة جدا التفكير أن إيران ستلتزم بعدم استخدامها في الأمور العسكرية. كيف يمكن استخدام هذه الطائرات في أمور غير العسكرية. السياسة الغربية يجب أن تضغط في اتجاه تقوية معسكر الاعتدال وإضعاف معسكر التطرف. على الغرب ألا يتعامل مع إيران إلا إذا طالبت بهدنة لإنهاء الحرب».
وقال آمري لصدام، إن «الغرب يحتاج أن يحافظ على علاقات مع إيران إذا أراد التأثير على الأحداث»، «هذا رأي الرئيس الباكستاني ضياء الحق، الذي يعتبر واقعيا في نظرته للأمور. واتفق صدام أنه من الطبيعي استمرار الغرب على اتصالاته مع إيران، والمطلوب ليس عزل إيران، لكن أي علاقات تجارية يجب أن تكون مشروطة بقبول إيران إنهاء الحرب».
أما بخصوص المجموعات الإيرانية المناوئة للنظام التي تعيش في المنفى. قال الرئيس العراقي، إنه «لا توجد مجموعة واحدة يمكنها أن تفرض نفسها بنجاح، لكن يمكنهم أن يلعبوا دورا تدريجيا إذا تبدلت الأمور ومالت لصالح المعتدلين في طهران».
الانطباع عند صدام وبريطانيا أن النظام الإيراني يواجه الكثير من المعارضة والخلافات الداخلية حول إدارة الحرب، وإلا كيف يقوم النظام بإقالة وزير الدفاع وهو في حالة حرب. إلا أن الرئيس العراقي لا يملك معلومات دقيقة حول أسباب الخلافات. لكن هناك مؤشرات بأن المؤسسة العسكرية الإيرانية كانت ضد القيام بهجوم عسكري كبير دون أن يكون هناك غطاء جوي.
وفي نهاية اللقاء أثار الوزير آمري قضية السجينين البريطانيين المحتجزين في العراق (دونالد هاغر وجون سميث) وسلم رسالة وزارة الخارجية بخصوصهما للمترجم، الذي قام بترجمتها للرئيس، الذي قال بدوره إنه لو اختار أن يرد خطيا على الرسالة لاختار نفس الكلمات مع استبدال أسماء السجينين البريطانيين باسم السجين العراقي في بريطانيا.
وقبل نهاية الاجتماع سأل آمري إذا كان هناك لدى الرئيس أي اعتراض أن يقوم مع الكولونيل ماكلين بزيارة النجف وكربلاء. وقال الرئيس، العكس تماما، إنه يرحب أن يقوم الوفد البريطاني بزيارة المناطق الشيعية، وتمنى على الوفد أن يزور العراق مرارا وفي أي وقت.
وفي النهاية أكد الرئيس أن علاقته بالأردن ومصر ممتازة، وقال، إن «سوريا مشغولة في هضم لبنان، وهذا يشكل ارتياحا له، ومن دون شك، لإسرائيل».
وكان الوفد البريطاني الذي حضر إلى بغداد من الأردن، حيث التقى هناك مع الملك حسين والقيادة العسكرية الأردنية، قد التقى وزير الخارجية العراقي طارق عزيز قبل ثلاثة أيام من لقائه مع الرئيس صدام حسن. وحضر هذا اللقاء إلى جانب طارق عزيز مدير العلاقات الدولية في الوزارة عبد الجبار هداوي.
طارق عزيز: ايران تحتاج إلى أفندية لإدارة البلاد وليس ملالي وتقول رسالة آمري إلى مارغريت ثاتشر بخصوص محضر الجلسة، إن «وزير الخارجية (الذي كان يرتدي الزي البعثي الأخضر ويحمل على خاصرته مسدسا)» قال، إن «الحرب العراقية الإيرانية هي بالتأكيد جاءت نتيجة تنافس القوى العظمى، وتأثير العراق في ذلك ضئيل جدا، لكنه كان، أي العراق، ضد أي مواجهة بين هذه القوى في الشرق الأوسط، لأن أي مواجهة تشكل خطورة للجميع دول المنطقة». وقال إنه يرحب بالضيوف البريطانيين، لأن بريطانيا لها خبرة طويلة في الشرق الأوسط يمكن من خلالها التأثير على الولايات المتحدة الأميركية.
وبعد أن دعي لافتتاح النقاش، قال آمري إنه «عند اندلاع الحرب بين البلدين كان الغرب يأمل أن يقود ذلك إلى الإطاحة بنظام الخميني، لكنه أصيب بخيبة أمل، أما الآن فلا يوجد أي خطر أن يهزم العراق. هزيمة العراق لن يقبلها الغرب ولو حصل ذلك لكانت نتائجه مدمرة لدول الخليج. أما الآن فقد وصلنا إلى طريق مسدود. ما الذي سيحصل؟» وبعد مقدمة شبيهة بما قاله صدام حول أسباب الحرب والاستفزازات الإيرانية، قال طارق عزيز، إن «العراق يأمل أن يكون هناك نظام مختلف في إيران، والآن بعد أن فشل النظام في هزيمة العراق، فإن النظام الإيراني لن يدوم طويلا، وعليه أن يتغير، تحتاج إلى أفندية لإدارة البلاد، وليس ملالي. الشاه اعتمد على المؤسسة العسكرية وعلى النخبة، وليس الشعب، حاول أن يجعلها دولة غربية، لكنه كان متسرعا. هذا أغضب عامة الناس، الذين وجدوا الإسلام بديلا لذلك. الخميني استلم زمام الأمور بسبب أخطاء الشاه وليس بسبب شعبية النمط الإسلامي المتطرف.. العراق الذي دافع عن نفسه أنقذ المنطقة من خطر التطرف الديني الإيراني. في الواقع لم تنقذ المنطقة فقط، وإنما حمى مصالح الدول العظمى».
الخوف من سقوط نظام الملالي واستغلال ذلك من قبل الاتحاد السوفياتي وأضاف طارق عزيز أنه «من الصعب على نظام الخميني الدخول في مفاوضات سلام والبقاء في السلطة.. العراق أعاد ترتيب قواته المسلحة بعد انسحابه من المحمرة (خرمشاه)، كما أنه رتب أوضاعه الاقتصادية بناء على المعطيات الجديدة، وأنه يخطط الآن تصدير بتروله عن طريق ينبع والعقبة والإسكندرونة».
يقول آمري، إن «موقع الاتحاد السوفياتي الجغرافي يجعله قادرا على استغلال الوضع الداخلي في إيران بسبب وجوده في أذربيجان وتركستان وأفغانستان»، مضيفا أن «العراق يتمتع بعلاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي، لكن ذلك لا يعني أنه يحبذ وجود إيرانستان سوفياتية على حدوده. وقال طارق عزيز، إن «سقوط النظام الحالي سيقود إلى إقحام القوى العظمى في الشؤون الإيرانية، وهذا قد يؤدي إلى نزاعات مستقبلية».
ويقول آمري في رسالته من خلال لقاءاته في المنطقة، إن «العراق لا يريد إيران شيوعية أو وجودا سوفياتيا على حدوده الشرقية، وإن استمرار نظام الخميني في الحكم سيزيد من فرص السيطرة السوفياتية على إيران.. ومع الوقت سيقضي الخميني على جميع مصادر القوى المستقلة داخل إيران، وفي النهاية سيثور الشعب الإيراني على نظام الملالي، لكنه، أي الشعب الإيراني، سيضطر التوجه إلى الاتحاد السوفياتي، لكن هناك عوامل أخرى تقف عائقا ضد هذا التوجه. أولا الإيرانيون شعب مسلم معاد للشيوعية.. أضف إلى ذلك أن قاعدة الصناعات الإيرانية قائمة على التكنولوجيا الغربية، والغرب وأسواقه هو شريك إيران التجاري الطبيعي. كما أن القوات الإيرانية مدربة على معدات غربية ومسلحة بها.
أما خارج إيران، هناك عوامل أخرى مهمة، مثل الشاه الابن، والدكتور علي أميني، الذي شكل جبهة تحرير إيران في باريس، والأميرال أحمد مدني قائد سلاح البحرية في فترة الشاه وعمل وزيرا للدفاع بعد اندلاع الثورة الإيرانية لكنه غادر إيران إلى الولايات المتحدة وشكل الجبهة الوطنية الإيرانية، وكذلك جبهة مجاهدين خلق في باريس، إضافة إلى مجموعات إيرانية أخرى في لندن. الحل الأمثل بالنسبة للغرب هو محاولة عزل نظام الخميني وزيادة الضغوط الاقتصادية عليه، لكن دون محاولة الإطاحة بالنظام لإعطاء الفرصة للعناصر المعتدلة الحصول على مكانة لها داخل النظام، وهؤلاء سيتمكنون من إحلال السلام وإنهاء التطرف الإسلامي. إذا اتبع الغرب هذه السياسة فسوف يجبر الاتحاد السوفياتي على دعم القوى الإسلامية المعتدلة والعلمانية. الاتحاد السوفياتي خسر فرصته الذهبية في إيران، لأنه كان من الممكن استلام السلطة تحط غطاء الملالي محاولة السيطرة على إيران سيخلق لهم مشكلة أفغانية جديدة. بعد هذا اللقاء طلب الرئيس صدام منهم زيارة الجبهة في البصرة وفي جزيرة مجنون قبل مقابلتهم بعد أيام.
الحلقة الأولى : ثاتشر تبنت «الواقعية» مع ليبيا.. وتركت «القاتل» يغادر السفارة
الحلقة الثانية: الوثائق البريطانية: الملك حسين كان يعتقد أن عناصر أميركية «هندست» الثورة الإيرانية

 



مسيرة أوكرانية تتسبب بحريق في مستودع للوقود غرب روسيا

خبير متفجرات روسي يتفقد مبنى مدمراً في ماريوبول في أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)
خبير متفجرات روسي يتفقد مبنى مدمراً في ماريوبول في أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)
TT

مسيرة أوكرانية تتسبب بحريق في مستودع للوقود غرب روسيا

خبير متفجرات روسي يتفقد مبنى مدمراً في ماريوبول في أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)
خبير متفجرات روسي يتفقد مبنى مدمراً في ماريوبول في أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا (أ.ف.ب)

قال حاكم منطقة سمولينسك في غرب روسيا اليوم السبت إن طائرة مسيرة أوكرانية ضربت مستودعاً للوقود خلال الليل، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه، بينما تم صد هجوم على مركز المنطقة.

وقال الحاكم فاسيلي أنوخين عبر تطبيق «تليغرام» إن الطائرة المسيرة نفذت هجوماً على منشأة للوقود في بلدة كارديم في الساعة الثانية صباحاً (23:00 مساء الجمعة بتوقيت غرينتش)، وأصابت خزاناً للوقود وزيوت التشحيم. وأضاف أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد الحريق.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 50 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي 8 مقاطعات روسية الليلة الماضية. وجاء في بيان للوزارة، أوردته وكالة «نوفوستي» اليوم (السبت): «خلال الليلة الماضية، تم إحباط محاولات نظام كييف لتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية باستخدام مسيرات ضد أهداف على الأراضي الروسية».

وأضاف البيان: «دمرت أنظمة الدفاع الجوي خمسين مسيرة أوكرانية، منها 26 في بيلغورود، و10 في بريانسك، و8 في كورسك، و2 في تولا، وواحدة في كل من سمولينسك، وريازان، وكالوجا، وموسكو».

ويحاول نظام كييف يومياً مهاجمة المناطق الحدودية والوسطى في روسيا باستخدام عدة أنواع من الأسلحة، كالمسيرات، والصواريخ، بحسب الوكالة الروسية.


لمواجهة النقص العالمي... منظمة الصحة تجيز لقاحاً مبسطاً للكوليرا

طفل يتلقى علاج الكوليرا في مركز لعلاج الكوليرا تديره منظمة أطباء بلا حدود في مونيجي في ضواحي غوما في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
طفل يتلقى علاج الكوليرا في مركز لعلاج الكوليرا تديره منظمة أطباء بلا حدود في مونيجي في ضواحي غوما في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
TT

لمواجهة النقص العالمي... منظمة الصحة تجيز لقاحاً مبسطاً للكوليرا

طفل يتلقى علاج الكوليرا في مركز لعلاج الكوليرا تديره منظمة أطباء بلا حدود في مونيجي في ضواحي غوما في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
طفل يتلقى علاج الكوليرا في مركز لعلاج الكوليرا تديره منظمة أطباء بلا حدود في مونيجي في ضواحي غوما في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)

أجازت منظمة الصحة العالمية نسخة مبسطة من لقاح فموي ضد الكوليرا، مما سيتيح زيادة الإنتاج الإجمالي من هذه اللقاحات في ظل الانتشار الكبير للفيروس في العالم، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان الجمعة، إن لقاح «يوفيكول إس» Euvichol - S هو تركيبة مبسطة من «يوفيكول بلَس» Euvichol - Plus، مع مكونات أقل، وهو ما سيتيح إنتاج كميات أعلى بسرعة أكبر.

وتتولى «يوبيولودجكس» الكورية الجنوبية، التي سبق أن أجازت منظمة الصحة العالمية لقاحيها «يوفيكول» و«يوفيكول بلَس»، إنتاج اللقاح الجديد.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ معدل فعالية «يوفيكول إس» مماثل لفاعلية التركيبات الأكثر تعقيداً.

وقال روجيريو غاسبار، رئيس قسم التنظيم والتأهيل المسبق في منظمة الصحة العالمية، إن «اللقاح الجديد هو ثالث منتج من نفس عائلة لقاحات الكوليرا في قائمة التأهيل المسبق لدينا».

وأمل في «زيادة سريعة بالإنتاج والإمدادات التي تحتاجها بشكل عاجل مجتمعات كثيرة في ظل تفشي الكوليرا».

والكوليرا مرض ينتشر عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة بالبراز الذي يحتوي على بكتيريا «فيبريو كوليرا». ويُسبب الإسهال، والقيء، وقد يكون خطيراً على الأطفال الصغار.

وخلال السنوات الأخيرة، تضاعفت الإصابات بالكوليرا في مختلف أنحاء العالم، وأُبلغت منظمة الصحة العالمية عن 473 ألف إصابة سنة 2022، أي ضعف العدد المسجّل عام 2021. وتشير بيانات أولية إلى تسجيل أكثر من 700 ألف إصابة في العام الفائت.

ومع أنّ الإمدادات العالمية من لقاحات الكوليرا زادت بنحو ثماني عشرة مرة بين عامي 2013 و2023، تسبب الطلب المتزايد بنقص عالمي. وفي الوقت الراهن، أبلغت 23 دولة عن تفشي وباء الكوليرا فيها.

وللتعامل مع هذا الوضع، باتت منظمة الصحة العالمية توصي بتلقّي جرعة واحدة من اللقاح بدل جرعتين.

وسُجّلت أخطر تداعيات للفيروس في جزر القمر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وموزمبيق، والصومال، وزامبيا، وزيمبابوي.

وبحسب التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) ومنظمة اليونيسيف، ستساعد موافقة منظمة الصحة العالمية على اللقاح الجديد في زيادة المخزون العالمي من 38 مليون جرعة سنة 2023 إلى نحو 50 مليون هذا العام.

وتبلغ مدة صلاحية اللقاح السائل 24 شهراً.


مقتل المراسل العسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

قوات موالية لروسيا تقف أمام مبنى مدمر في أوكرانيا (رويترز)
قوات موالية لروسيا تقف أمام مبنى مدمر في أوكرانيا (رويترز)
TT

مقتل المراسل العسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

قوات موالية لروسيا تقف أمام مبنى مدمر في أوكرانيا (رويترز)
قوات موالية لروسيا تقف أمام مبنى مدمر في أوكرانيا (رويترز)

قالت صحيفة «إزفستيا» الروسية إن المراسل العسكري للصحيفة سيميون إرمين لقي حتفه أمس (الجمعة) في هجوم بطائرة مسيرة في جنوب شرقي أوكرانيا، حسبما نشرت «رويترز».

وأضافت الصحيفة أن إرمين (42 عاماً) لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه التي أصيب بها عندما قامت طائرة مسيرة بتحليق ثانٍ فوق المنطقة التي يرسل تقاريره منها في زابوريجيا.

وقالت «إزفستيا» إن إرمين أرسل تقارير عن الكثير من المعارك حامية الوطيس في المناطق الشرقية لأوكرانيا خلال الحرب المستمرة منذ 25 شهراً منها منطقة ماريوبول التي حاصرتها القوات الروسية لمدة ثلاثة أشهر تقريباً في عام 2022.

وكان قد أرسل تقارير أيضاً من بلدتي مارينكا وفوليدار اللتين شهدتا قتالاً عنيفاً على مدى أشهر.

وقُتل ما لا يقل عن 15 صحافياً في الحرب في أوكرانيا منذ الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير (شباط) 2022، وفقاً للجنة حماية الصحافيين.


ألمانيا «مستاءة» من تسريبات عن خلاف بين وزيرة خارجيتها ونتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
TT

ألمانيا «مستاءة» من تسريبات عن خلاف بين وزيرة خارجيتها ونتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (د.ب.أ)

أعلنت ألمانيا، الجمعة، أنها اشتكت إلى طاقم بنيامين نتنياهو بعد تسريب ما وصفته بتقرير «مشوه» إلى الصحافة عن خلاف بين وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وكذلك صحيفة «بيلد» الألمانية الواسعة الانتشار عن مشادة كلامية بين نتنياهو وبيربوك خلال زيارة الوزيرة الألمانية لإسرائيل هذا الأسبوع.

ورداً على سؤال عن التقرير بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية، قالت بيربوك: «نحن لا ننشر مناقشات سرية». وأضافت: «السفير الألماني كان على اتصال بطاقم رئيس الوزراء، وأوضح وجهة نظرنا حيال نشر مثل هذه التقارير المشوّهة».

وتابعت: «جرى الإعراب لنا عن الأسف بخصوص النشر الذي لم يتضح مصدره»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، عُرضت لقطات مصورة على بيربوك لأسواق فيها إمدادات وفيرة من المواد الغذائية في قطاع غزة، بالإضافة إلى صور للشواطئ في المنطقة الساحلية حيث كان الفلسطينيون يسبحون.

وردت بيربوك بانتقاد نتنياهو بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، قائلة إن الصور لا تعكس الوضع الحقيقي هناك، ما أثار رد رئيس الوزراء الذي قال إن إسرائيل «ليست مثل النازيين» الذين يفبركون الواقع.

وقال سفير ألمانيا لدى إسرائيل ستيفن زايبرت على منصة «إكس» إن «نقاطاً رئيسية» في تقارير وسائل الإعلام «خاطئة ومضللة»، لكنه لم يحددها.

وأدى الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى تحويل جزء كبير من القطاع لأنقاض، حيث تحذر الأمم المتحدة ووكالات إغاثة من مجاعة محتملة.

وعلى الرغم من المخاوف العالمية المتنامية بشأن الوضع الإنساني في غزة، رفض نتنياهو هذا الأسبوع أي مزاعم بشأن حدوث مجاعة، مشدداً على أن إسرائيل تفعل «أكثر من اللازم» في ما يتعلق بالقضية الإنسانية، بحسب مكتبه.

وكانت بيربوك تزور إسرائيل لإظهار دعم بلادها بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران نهاية الأسبوع بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وتدعم ألمانيا بقوة إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي أدى إلى اندلاع حرب في غزة.

ولكن مع استمرار الصراع، دعت برلين بشكل كبير إلى إرسال مزيد من المساعدات إلى المنطقة مع تفاقم الوضع الإنساني.

يأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، والتي بدأت رداً على هجوم «حماس» وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، قضى 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، الجمعة، أن الحصيلة في قطاع غزة تخطت 34 ألف قتيل منذ بدء الحرب.


لافروف: موسكو لا تزال تريد أوكرانيا «روسية حقاً»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (قناة الخارجية الروسية على تلغرام)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (قناة الخارجية الروسية على تلغرام)
TT

لافروف: موسكو لا تزال تريد أوكرانيا «روسية حقاً»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (قناة الخارجية الروسية على تلغرام)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (قناة الخارجية الروسية على تلغرام)

بعد مرور أكثر من عامين من القتال العنيف في أوكرانيا، أعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، التأكيد على حق موسكو المزعوم في حكم جارتها.

وقال لافروف، في مقابلة مع عدد من المذيعين الروس في موسكو: «مستقبل أوكرانيا التابعة للغرب غير واضح، في الغالب»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف أنه على العكس، لن يكون هناك سوى أوكرانيا «روسية حقاً، تريد أن تكون جزءاً من العالم الروسي، وتريد التحدث بالروسية وتعلم أطفالها».

وقال لافروف (74 عاماً)، الذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2004، وهو مؤيد قوي ومقرب من الرئيس فلاديمير بوتين: «ليس هناك مجال للحديث عن أي بديل».

وأضاف لافروف إن «روسيا لا تريد مهاجمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما يزعم الغرب لتخويف الناخبين».

واستطرد: «لكن إذا أرادوا دفع حدود دول حلف (الناتو) إلى حدودنا، فسنعرف بالطبع كيف نمنع ذلك في أوكرانيا».

وقال لافروف، مثل غيره من كبار القادة الروس، إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات مع أوكرانيا، لكن في ظل ظروف محددة فقط.

وأوضح أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار خلال المفاوضات المحتملة، والمحادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «لا طائل من ورائها»، وسيتعين على كييف الابتعاد عن صيغة السلام التي رسمها.

يشار إلى أنه في خريف عام 2022، وضع زيلينسكي 10 نقاط شملت انسحاب القوات الروسية، وإعادة الإعمار والتعويضات، ومحاكمة «مجرمي الحرب».


زيلينسكي: على «الناتو» أن يثبت لكييف أنه «حليفها»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
TT

زيلينسكي: على «الناتو» أن يثبت لكييف أنه «حليفها»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)

رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أمام أعضاء حلف شمال الأطلسي أن على الأخير أن يثبت لكييف أنه «حليفها» في الحرب ضد روسيا عبر تسريع وتيرة إرساله الأسلحة والذخائر إليها.

وجاء خطابه عبر الفيديو أمام حلف شمال الأطلسي (ناتو) عشية تصويت مهم في الكونغرس الأميركي حول مساعدة بقيمة 61 مليار دولار تنتظرها كييف منذ أشهر، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال زيلينسكي «يجب إعادة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلى الواقع ويجب أن تعود أجواؤنا آمنة (...) وهذا رهن بخياركم، خيار يتصل بتحديد ما إذا كنا فعلاً حلفاء».

وتعاني أوكرانيا نقصاً في الذخائر وصعوبات في حماية مدنها وبناها التحتية للطاقة التي يستهدفها الجيش الروسي منذ أسابيع.

وأضاف «هذا العام، لم نعد نستطيع انتظار اتخاذ قرارات. أطلب منكم أن تأخذوا مطالبنا في الاعتبار في أسرع وقت». وشدد على أن تصويت الكونغرس الأميركي المقرر، غداً السبت، ذو «أهمية حيوية» بالنسبة إلى كييف.

وطالب زيلينسكي بالحصول على سبعة أنظمة إضافية للدفاع الجوي من طراز باتريوت، منتقداً البطء في تسليم القذائف. وتابع: «من المؤكد أنه إذا كانت روسيا متفوقة في الجو ويمكن أن تعول على الرعب الذي تنشره المسيّرات والصواريخ، فإن قدراتنا على الأرض محدودة للأسف».

وأوضح أن أوكرانيا استهدفت بـ«نحو 1200 صاروخ روسي» و«أكثر من 1500» طائرة مسيّرة مفخخة من طراز شاهد.


هولندا تعرقل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
TT

هولندا تعرقل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

عرقلت هولندا مساعي تركيا لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة مع الاتحاد الأوروبي عام 1995، واشترطت للموافقة على التحديث الإفراج عن السياسي الكردي صلاح الدين دميرطاش والناشط البارز في مجال الحقوق المدنية رجل الأعمال عثمان كافالا.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى هولندا، الجمعة، اعتمد برلمانها قراراً يرهن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي تركيا بتنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، ورجل الأعمال الناسط عثمان كافالا.

ووافق البرلمان الهولندي، في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، على مشروع قرار مشترك مقدم من النائبين كاتي بيري وعيسى كهرمان، وجه دعوة لهولندا لمنع مناقشة تحديث الاتحاد الجمركي مع تركيا ما لم يجرِ تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن دميرطاش وكافالا.

واعتقل دميرطاش في عام 2017 بتهم تتعلق بدعم منظمة إرهابية «العمال الكردستاني» والترويج للإرهاب، ونسبت إليه اتهامات يصل مجموع أحكامها إلى أكثر من 140 عاماً حال صدور قرارات قضائية بشأنها.

وأيدت محكمة الاستئناف العليا التركية، في سبتمبر (أيلول) الماضي حكماً بالسجن مدى الحياة صدر في أبريل (نيسان) 2022 بحق كافالا، المعتقل أيضاً منذ عام 2017، لإدانته بـ«محاولة الإطاحة بالحكومة» عبر احتجاجات متنزه «جيزي بارك» في إسطنبول عام 2013.

وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، قبول طلب ثانٍ قدمه كافالا للإفراج عنه، وخاطبت تركيا لتجهيز دفاعها، بعدما لم تمتثل لقرار سابق بالإفراج عنه صدر عام 2019.

نقاش بين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتبدو خلفهما رئيسة المفوضية الأوروبية فود دير لاين على هامش القمة الأوروبية في بروكسل يوم 17 أبريل (إ.ب.أ)

ويهدف قرار البرلمان الهولندي إلى التدخل بشكل فعال في عملية تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع تركيا من خلال التأكيد على أهمية تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالإفراج الفوري عن دميرطاش وكافالا.

وشاركت المقررة السابقة لتركيا بالبرلمان الأوربي، كاتي بيري، قرار البرلمان الهولندي عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، معلقة: «لا يمكن تحديث الاتحاد الجمركي مع تركيا دون تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الإفراج الفوري عن عثمان كافالا وصلاح الدين دميرطاش».

واتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي، خلال زيارة مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، لأنقرة على استئناف مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة عام 1995.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية انتخابية في 29 مارس (رويترز)

ومثَّل تحديث الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في مطلع عام 1996، مطلباً متكرراً لتركيا في السنوات الماضية، بسبب اقتصارها على السلع الصناعية والمنتجات الزراعية المعالجة.

وأتاح الاتحاد الجمركي معاملة تفضيلية للمنتجات الزراعية التركية، وتطرق أيضاً إلى الفحم والصلب، وتسعى أنقرة لإلغاء الرسوم الجمركية عن مجموعة واسعة من المنتجات بهدف تعزيز صادراتها وتجارتها. وجاء قرار البرلمان الهولندي، بينما يزور وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، هولندا، الجمعة، حيث بحث مع رئيس وزرائها مارك روته ووزيرة الخارجية هانكه بروينس سلوت، العلاقات الثنائية، وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي والتطورات الإقليمية.

وجاءت زيارة فيدان في إطار انعقاد الدورة العاشرة للمؤتمر التركي الهولندي (ويتنبرغ) في لاهاي.

رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

وقالت مصادر دبلوماسية إن فيدان ناقش مع روته وسلوت تطلعات تركيا بشأن عضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وتحرير تأشيرة دخول الأتراك لأوروبا (شنغن) ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى مناقشة قضايا تهم الجالية التركية في هولندا.

وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أكد أهمية «العلاقات الجيدة» مع تركيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وهولندا. وقال روته، عبر حسابه بمنصة «إكس» على هامش القمة الأوروبية الخاصة التي اختُتمت في بروكسل، الخميس: «تركيا لاعب جيوسياسي له تأثير كبير في المنطقة، وهي أيضاً حليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشريك في كثير من المجالات، مثل مكافحة الإرهاب والأمن والمناخ والطاقة والاقتصاد والهجرة».

وفي غضون ذلك، أكد المستشار النمساوي، كارل نيهامر، أنه لا يوجد أي أمل في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال نيهامر، في تصريحات، الجمعة: «نريد أن نعمل بشكل جيد مع تركيا على المستوى الدولى، ولكن من خلال أشكال أخرى من التعاون»، لافتاً إلى أنه قام بحملة من أجل ذلك خلال قمة بروكسل.

وربطت قمة بروكسل تقدم مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بحل القضية القبرصية، وردت أنقرة بأن ذلك يعد «مثالاً جديداً على افتقار الاتحاد الأوروبي إلى رؤية استراتيجية فيما يتعلق بتركيا والتطورات العالمية».

وفي سياق متصل، علق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على زيارة المستشار الألماني، فرنك فالتر شتاينماير، إلى أنقرة، الأربعاء المقبل، والموضوعات التي سيتناولها في لقائه معه، قائلاً: «لن أقول ما هي الموضوعات، لكن ستتاح لنا الفرصة لمناقشة العلاقات بين تركيا وألمانيا». وأضاف إردوغان، في تصريحات في إسطنبول، الجمعة: «لدينا صداقات من الماضي إلى الحاضر، ستتاح لنا الفرصة لتقييم هذه العلاقات، وسنناقش كثيراً من القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية، وستتاح لنا أيضاً الفرصة لمناقشة كيف يمكننا تعزيز العلاقات بين ألمانيا وتركيا».


المفوضية الأوروبية تتهم روسيا باستخدام المهاجرين «أداة» ضد فنلندا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
TT

المفوضية الأوروبية تتهم روسيا باستخدام المهاجرين «أداة» ضد فنلندا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)

اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم (الجمعة)، روسيا باستخدام إرسال المهاجرين أداة ضد فنلندا، من أجل زعزعة استقرار هذا البلد الذي يقدم «دعماً قوياً» لأوكرانيا، وانضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل عام.

وأغلقت هذه الدولة الإسكندنافية حدودها مع جارتها الكبيرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، بعد تدفق نحو ألف مهاجر دون تأشيرة من الأراضي الروسية منذ منتصف أغسطس (آب).

وتفصل بين روسيا وفنلندا حدود برية يبلغ طولها 1340 كيلومتراً، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتتهم هلسنكي موسكو بتدبير وصول هؤلاء المهاجرين، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.

وقالت فون دير لايين لصحافيين، الجمعة: «منذ الهجوم الهجين الذي شنته بيلاروسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ضد لاتفيا وبولندا وليتوانيا، نعلم جميعاً كيف استخدم بوتين وحلفاؤه المهاجرين لاختبار دفاعاتنا ومحاولة زعزعة استقرارنا». وأضافت: «اليوم، يركز بوتين على فنلندا».

وواجهت ليتوانيا وبولندا ولاتفيا في 2021، تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين غير الشرعيين من بيلاروسيا التي اتهم الغربيون رئيسها ألكسندر لوكاشينكو وروسيا بتدبير ذلك.

وكانت فون دير لايين تتحدث بعد لقائها رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في بلدة لابينرانتا (جنوب شرق) على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الروسية.

وقال بيان إنهما ناقشا ما «يمكن أن تفعله فنلندا والاتحاد الأوروبي لمنع استخدام الهجرة أداة على الحدود الشرقية لفنلندا».

وأغلقت فنلندا معابرها الحدودية عدة مرات، وأعلنت في أبريل (نيسان)، أنها ستبقى مغلقة «حتى إشعار آخر»، لأن الوضع لم يتغير.

وقالت فون دير لايين إن الهجمات الروسية الهجينة «هي بلا شك رد على دعمكم القوي لأوكرانيا وانضمامكم إلى الحلف الأطلسي».

وتدهورت العلاقات بين هلسنكي وموسكو منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وهددت روسيا فنلندا بـ«إجراءات مضادة» بعد انضمامها إلى الحلف في أبريل (نيسان) 2023. وتعد هذه الدولة الشمالية أيضاً مشروع قانون لوقف وصول المهاجرين.


«الناتو» وافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
TT

«الناتو» وافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم (الجمعة)، أن الدول الأعضاء في «الناتو» وافقت على تزويد أوكرانيا بمزيد من الدفاعات الجوية بعد مطالبات ملحّة من كييف للحصول على عدد أكبر من الأنظمة المتطوّرة لإحباط الهجمات الروسية.

وقال إثر محادثات عبر الإنترنت بين وزراء الدفاع في الحلف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن «(الناتو) عرض القدرات المتوافرة لدى الحلف وتبيّن له وجود أنظمة يمكن تقديمها إلى أوكرانيا؛ لذا أتوقّع صدور إعلانات جديدة بشأن قدرات دفاع جوي لأوكرانيا عما قريب».


تعرض 3 نساء مسنات لهجوم في السويد وإطلاق النار على منفذه

أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
TT

تعرض 3 نساء مسنات لهجوم في السويد وإطلاق النار على منفذه

أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)

قالت شرطة السويد، اليوم الجمعة، إنها أطلقت النار تجاه رجل على صلة بواقعة تعرضت فيها ثلاث نساء مسنات لهجوم في مدينة فيستيروس.

وأضافت الشرطة أن النساء الثلاث، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 65 و80 عاماً، تعرضن لهجوم نفذه رجل مستخدماً أداة حادة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت صحيفة «إكسبريسن» السويدية اليومية أن إحدى النساء والمهاجم يتلقيان العلاج في المستشفى من إصابات خطيرة.