آيلين كوجامان
كاتبة معلقة ومحللة في التلفزيون التركي

تركيا.. من «تويتر» إلى «داعش»

قبل بضعة أيام، وفي وقت كانت فيه وسائل الإعلام الاجتماعية في أوج نشاطها، تعذر الوصول إلى موقع «تويتر» في تركيا بشكل مفاجئ. وفي أثناء محاولة الجميع معرفة السبب وراء ذلك، صدر بيان صحافي على الموقع الرسمي لرئيس الوزراء يقول إن الإجراء اتخذ، لأن مسؤولي «تويتر» تجاهلوا الأحكام القضائية التي صدرت لصالح مواطنين أتراك بحذف روابط. كان القرار صدمة للشعب التركي الذي يصل عدد مشتركي «تويتر» بينهم إلى 15 مليون مشترك، يرسلون 20 تغريدة في الثانية، الذين لم يعتادوا على مثل هذه القرارات. سرعان ما أفاق المواطنون من الصدمة، ولم يستغرق الأمر أكثر من بضع دقائق للدخول مرة أخرى إلى «تويتر» عبر مسارات عدة.

ضحايا حالة الغضب في تركيا والمناطق الأخرى

حدث هذا الأمر منذ ثلاث سنوات في صباح أحد الأيام في شهر أكتوبر (تشرين الأول) حينما استيقظت لأجد المنظر المروع لمعمر القذافي، الذي تعرض للإعدام من دون محاكمة، حيث كان هذا الموقف مخيفا. ولا يعني ذلك أنني كنت أحب القذافي، بل إنني لم أتعاطف معه أو مع آيديولوجيته، فضلا عن إدانتي للأعمال الوحشية التي ارتكبها. ولكن هل يصل الأمر إلى إعدامه من دون محاكمة؟ من المؤكد أن الليبيين كان لديهم تجربة مباشرة بأنفسهم مع حكمه المستبد والجائر، ولكن هل تكون النتيجة إعدامه من دون محاكمة؟ لا يمكنني أن أجد سببا وجيها واحدا ليكون مبررا كافيا للتعامل الوحشي مع أي شخص، حتى لو كان ذلك الشخص ديكتاتورا عنيفا.

الحرب الباردة أم حرب الطاقة؟

يعد حب الذات والغرور الوطني من الأمور السيئة والمخيفة، حيث تعتمد على مجتمع لا يرى سوى هويته العرقية وماضيه وشعبه وأرضه. ومثلما هي الحال لجميع أشكال التفكير الأناني، دائما ما يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمجتمعات والدول والاقتصاديات. يمكن للمجتمعات أن تعيش معا، حيث إن الديانات والهويات الإثنية المختلفة من الأمور الجميلة الرائعة وليست سببا للانقسام.

دولة قبرص الاتحادية.. أمل منتظر

كانت الأراضي العثمانية موطنا للكثير من المجموعات الإثنية المختلفة على مدى 600 سنة، التقت فيها الشعوب العربية والفارسية في الشرق الأوسط، والقوقازية في الشمال، ودول البلقان في الغرب، في دولة واحدة. ومع انهيار الإمبراطورية العثمانية، بدأت الأرض والهوية والجذور العرقية في التداعي هي الأخرى.

أوكرانيا.. هل لا بد من انتصار فريق واحد؟

يعرف المطلعون على التاريخ المجاعة الأوكرانية التي وقعت عام 1923 – 1933، والتي كانت من صنع ستالين، تلك المجاعة التي عرفت باسم هولودومور. ولعل أفضل ترجمة للكلمة هي «تجويع شخص حتى الموت». ويقدر بعض المؤرخين أعداد القتلى في هذه المأساة المروعة بعشرة ملايين شخص.

الشعور السائد في المجتمعات وعلاقته بالأزمات الاقتصادية

قد تكون الأزمات الاقتصادية ظاهرة جديدة بالنسبة لجيلنا، ولكنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العالم أزمات كساد. حدثت الأزمات الاقتصادية أيضا في القرن الثامن عشر. ودائما ما كان السبب يرجع في أغلب الأحوال إلى الحروب والمضاربة المالية وحالات العجز الاقتصادي. ومنذ القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحالي، تغير شكل وأسباب الأزمات الاقتصادية. وتأثرت الاقتصادات الرأسمالية بتلك الأزمات في هذا الوقت، وأثر بعضها على بعض، ولم تقتصر الأزمات على قطاع أو منطقة واحدة، بل ظهرت على نطاق واسع. هز الاقتصاد العالمي 13 أزمة اقتصادية في الفترة ما بين عام 1820 و1929.

الاتحاد الأوروبي وبريطانيا و«العدو المشترك» المفقود

يبدو مفهوم «العدو المشترك» في جوهره مصطلحا بدائيا. ويجري استخدام ذلك المفهوم لتبرير وإعطاء الزخم المطلوب للاتجاهات التي يتبناها الزعماء السياسيون. وما هي إلا أن يفرض مصطلح العدو المشترك في أي مجتمع حتى تتسع رقعة تأثيره وانتشاره بين أفراد ذلك المجتمع؛ فالناس مهيئون بشكل عام لأن يزرع في عقولهم بمنتهى السهولة تلك الأفكار التي تتحدث عن مواجهة الأعداء والخصوم، والشعور بالغضب من أجل قضية بعينها والالتفاف والتوحد حول تلك القضية. وقد لجأ هتلر إلى استخدام مصطلح «العدو» في محاولة للإبقاء على وحدة المجتمع وراء الهدف الذي كان يسعى إلى تحقيقه.

المشكلة السورية تأثيرها على تركيا أكثر من روسيا

تعدّ تركيا دولة شرق أوسطية وأوروبية مختلفة، فهي سهم من سهام النقد الموجهة نحو الكثيرين، كما أنها بمثابة المنقذ للبعض الآخر. وليس من السهل لأي دولة أخرى تحليل حالة تركيا، لأن هذا البلد مختلف. فهناك حرب بطول حدوده البالغة 911 كلم. يضم هذا البلد دولة إسلامية أو منطقة حزب الاتحاد الديمقراطي المتمتعة بالحكم الذاتي، التي يجري الإعلان عنها على حدود تركيا في كل شهر تقريبا. وعلاوة على ذلك، يستغل فيها حزب العمال الكردستاني - الذي يريد تأسيس دولة تتمتع بالحكم الذاتي - أي نزاع، وإن كان محدودا، فرصة للحديث عن التهديدات التي يتعرض لها.

هل تخشى الدولة التغيير؟

ظلت الصورة التي حاولت إيران ترويجها منذ ثورة عام 1979 على حالها، بالقول: «إننا محاصرون بأعداء على كل الجبهات»، فهل هذا صحيح؟ أم أن الأنظمة الإيرانية وملالي إيران والعقلية الإيرانية هي التي خلقت هذه الافتراضية؟! هل كل كان الهدف خلق مناخ من الريبة أو ربما لتطبيق الأنظمة الاشتراكية/ الماركسية بتدابير صارمة؟! وهل كان الهدف منها تصوير نفسها دولة قوية بتبني مظهر الدولة المتعصبة والقمعية والمستعدة دائما لردع أي هجوم؟

أميركا وطالبان والأسد المسكوت عنه

ما هي الدولة التي كانت لها السبق في دعم طالبان أفغانستان ضد التهديد الشيوعي؟ وما هي الدولة التي دخلت العراق بحجة إسقاط نظام ديكتاتوري وخلفت وراءها الدمار وزرعت بذور التعصب الطائفي؟ إنها الولايات المتحدة من دون شك. فهل التاريخ يكرر نفسه في سوريا؟ دعونا نلق نظرة فاحصة على الأمر. كي نتأكد من ذلك، ينبغي في البداية الاطلاع على بعض تفاصيل الموقف في سوريا. فلم يعد الصراع في سوريا صراعا بين النظام والمعارضة، فالمعارضة تعاني صراعا داخليا وتكون جبهات مختلفة ومتعددة التوجهات يصل تعدادها إلى 1000 جماعة تقريبا، وغفل الجميع عن سبب الحرب الأهلية السورية في غمرة هذا الصراع.