ستيفن كارتر

الكتب وحلول مشكلات الديمقراطية

ما تفتقر إليه السياسة الأميركية هو تحديداً ما تقدمه الأعمال الأدبية العظيمة، وهو الشعور بالتعاطف اللازم لفهم البشر. إنه أسبوع الكتب المحظورة، حيث يتبادل تيار اليسار وتيار اليمين الاتهامات ويحمّل كل منهما الآخر المسؤولية عن النكهة المأساوية للرقابة. يمكن استغلال هذه المناسبة بشكل أفضل من خلال الاعتراف بأهمية الكتب للديمقراطية، والتفكير فيما يخاطر به الأميركيون بتسارع انتشار عادة عدم قراءتنا لها. كيف تمثل الكتب أهمية للديمقراطية؟ أولاً لما ترمز إليه. دعونا لا ننظر إلى النصوص الرقمية بل إلى الكتب الورقية.

اللعب بالمصطلحات بين الراديكاليين واليسار

دعونا نتوقف لحظة لشرح السبب وراء شعوري بالانزعاج لأننا على ما يبدو استقر بنا الحال على اختيار كلمة «تمرد» في وصف ما حدث في مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني). أو ربما لا يكون سبب انزعاجي صياغة الكلمة، وإنما الراديكالي الصميم المنتمي لسبعينيات القرن الماضي الذي ما يزال قابعاً داخل روحي الليبرالية المتحررة. وبادئ ذي بدء ليس لديَّ أدنى نية لإنكار أن الحشود الغاضبة التي اجتاحت مبنى السلطة التشريعية تورطت في تمرد. من جانبهم، يعرف القائمون على قاموس أكسفورد للإنجليزية مصطلح «تمرد» باعتباره: «الانتفاضة بحمل السلاح أو المقاومة العلنية ضد سلطة قائمة أو قيد حكومي».

ماذا عن توقعات 2021؟

مرة أخرى، أعرض توقعاتي للسنة المقبلة. ولكنني سأقوم في بداية الأمر بممارسة الطقوس التي ينبغي على كل متنبئ القيام بها: مراجعة كيف كانت توقعاتي بالنسبة للعام المنقضي. ولذلك، قبل أن أواصل طرح توقعاتي الجديدة لعام 2021 دعونا نرَ كيف كان أدائي لعام 2020. لقد توقعت أن عدد كاميرات المراقبة حول العالم سوف يتجاوز المليار كاميرا. التقييم: صحيح على الأرجح.

دعاوى وباء «كورونا» بين الواقع وإنفاذ القانون

متى ينبغي لجائحة فيروس «كورونا» أن تعفيك من مسؤولياتك التعاقدية؟ ظلت المحاكم في الولايات المتحدة تنظر في هذه القضية المهمة منذ شهور مضت وحتى الآن، وكانت الإجابة المعلن عنها حتى وقت قريب: لا إعفاء على الإطلاق. وهذا الأمر يتسق مع تقليد أميركي معمول به منذ فترة طويلة، يتحمل وفقاً له كل طرف في التعاقد مخاطر تعهداته الخاصة بصفة أساسية. ولكن ثارت بعض الدعوات من أجل تغيير هذا الوضع القائم، وربما نجد صدراً رحباً لدى بعض القضاة للنظر في الأمر. ولنلقِ نظرة عاجلة على التاريخ.

كيف يقضي فيروس {كورونا} على الأخلاق الحميدة؟

يبدو أن الأخلاق الحميدة قد صارت إحدى ضحايا جائحة فيروس كورونا المستجد الراهنة. ولم لا، وقد كانت الأخلاق الحميدة والسلوك المتحضر يشهدان تدهوراً إنسانياً وتراجعاً مجتمعياً عبر العقود الماضية؟ غير أنه من المؤكد أن فيروس كورونا المستجد سوف يجهز عليهما تماماً في بادرة بالغة السوء. إننا ننظر إلى الأخلاق الحميدة والسلوك المتحضر على أنهما يمثلان كياناً واحداً بلا فارق بينهما، في أغلب الأحيان، غير أن الأخلاق الحميدة ليست سوى جزء من السلوك المتحضر، إذ إنه يمثل أشكال التضحيات كافة التي نتقدم بها من أجل العيش في مجتمع عملي فعال.

مفاضلات الحياة والموت... وباء «كورونا» والسرطان مثالاً

تصوروا معي هذا السيناريو: تدخل في عصبية واضحة إلى عيادة طبيب الأورام الذي أحالك عليه طبيبك المعالج بصورة غير متوقعة، وبمجرد الاطلاع على تعبيرات وجه اختصاصيي الأورام في العيادة، تدرك أن الأنباء غير سارة بالمرة. وأنت لست مخطئاً في ذلك، وتقول لنفسك في حسرة بالغة: «لو أنني تمكنت من المجيء إلى هنا قبل ستة أو ثمانية أسابيع فقط؟!». تلك من التجارب الأليمة التي مر بها وتشارك فيها الآلاف من المواطنين الأميركيين في كل عام. ومن شأن قرارات الإغلاق العام بسبب وباء كورونا المستجد أن تضيف إليهم مزيداً من الآلام ناهيكم عن الأرقام.

ماذا لو تلقت الدول الفقيرة الأموال لاستقبال اللاجئين؟

كتب كثير من المعلقين عن مايكل كريمر، الذي سمي هذا الأسبوع كواحد من 3 فائزين بجائزة نوبل 2019 للعلوم الاقتصادية، حيث احتفوا - على نحو مُبرر - بعمله الرائد في دراسة الفقر، وهو كما يعتقد كثيرون منا التحدي الأخلاقي الأكبر للكوكب، إلا أن هناك ورقة بحثية مهمة كتبها كريمر في 2011، ولكن تم تجاهلها في الاحتفال الذي حظي به من قبل المعلقين بعد فوزه، وذلك على الرغم من أن هذه الورقة تساعد في إلقاء الضوء على تحدٍ كبيرٍ آخر في عصرنا الحالي: سياسة اللاجئين. ويساعد كريمر في شرح ضغوط الهجرة التي تزعج رجال السياسة في جميع أنحاء العالم. ففي أعقاب الأزمة السورية والأزمات الأخرى، غمر اللاجئون أوروبا.

يوم هبوط «الأمل» على القمر

عندما أتذكر الهبوط على القمر، يسرح فكري وأتذكر والدي. منذ خمسين عاماً، مساء الأحد الموافق 20 يوليو (تموز) 1969، جلسنا معاً داخل غرفة المكتب الخاصة بوالدي في منزلنا في نيويورك، وحبسنا أنفاسنا أثناء مشاهدتنا المركبة «إيغل» تلمس سطح القمر. اتسم والدي الذي نشأ في باربادوس بشخصية متحفظة، وكان من النادر أن يبدي انبهاره بشيء، وربما لم يبتسم في حياته قط. ومع هذا، عندما خرج نيل آرمسترونغ، قائد المركبة «أبوللو 11» إلى سطح القمر، ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه. ومن خلفنا، كانت أمة كاملة تبتسم فرحاً، بل عالم بأكمله.

الكارثة التكنولوجية التي لم تحدث

يبدو الأمر مضحكاً. لم تحدث أي كوارث بسبب الكومبيوترات خلال عطلة نهاية الأسبوع. يذكر أنه قبيل حلول منتصف ليلة السبت، 6 أبريل (نيسان)، بوقت قصير، نفدت مساحة التخزين في الساعة الرسمية الخاصة بنظام التموضع العالمي «جي بي إس» ولم يعد بإمكانها حساب مزيد من الأسابيع. وعليه، عادت الساعة إلى «الأسبوع الأول». وظهرت مبالغات كثيرة في تداعيات هذا الإجراء، وقارن البعض بين هذا الوضع وما أطلق عليه من قبل «خطأ الألفية». وحذر البعض من أن «هناك احتمالات أن تصاب أجهزة (جي بي إس) بخبل»!

انقطاع «فيسبوك» يكشف عن قيمته للمجتمع

عندما انقطعت خدمة «فيسبوك» لعدة ساعات مؤخراً، سرعان ما تحول المستخدمون إلى «تويتر». وكان أغلب ما صادفته هناك مثيراً للإزعاج بدرجة ما، غير أن الكثير من المدونات كانت ذكية للغاية. ولقد رأيت مدونات متنوعة من هذه النوعية تتكرر مرات كثيرة: «خبر عاجل! انقطاع (فيسبوك)! الناس عادوا يتحدثون لبعضهم بعضاً! والأطفال يلعبون بالألعاب!» (في الواقع، كانوا يلعبون لعبة «فورتنايت» ولم يكونوا منتبهين لذلك).