عيدروس عبد العزيز
صحافي سودني مقيم في لندن.. مسؤول ملحق «الحصاد» في صحيفة «الشرق الأوسط» وأحد محرري الصفحة الأولى وملف الخليج

للرمال قضية سياسية

العاصفة الرملية أو ما أُطلق عليها إعلاميا، بـ"عاصفة الصحراء"، التي عبرت ذراتها مئات الأميال من شمال إفريقيا ودخلت الأجواء البريطانية، دون إذن أو تأشيرة، يحسدها الكثيرون.. لها قضية سياسية كما للبشر المهاجرين من تلك المناطق، قضية سياسية. فالرمال المهاجرة عانت كما عانى البشر من ظلم السياسيين والسياسات الحكومية الجائرة، واستراتيجياتها التي دمرت الاقتصادات ولم تسلم منها حتى البيئة. وها هي الرمال تهجر البلاد كما هاجرها  البشر..

«الإنقاذ» حققت أهدافها

كان من الواضح جدا منذ البداية أن طموحات قادة انقلاب الإنقاذ الوطني في السودان في غاية الضحالة والتواضع، ولا تتعدى ملء بطونهم وجيوبهم. لم يكن لديهم مشروع دولة، رغم رفعهم شعارات وبرامج، اتضح زيفها بعد قليل من انقلابهم المشؤوم الذي وقع في الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، وتصرفوا كمجموعة تنوي إنشاء مطعم فاخر، لا دولة تعايش لكل أهل السودان.