جمال الدين طالب
كاتب وصحافي في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

دولة لندن!

قد يبدو العنوان مبالغا للبعض، ولكن لغة الأرقام تقول ذلك بجلاء، فلندن عاصمة بريطانيا، والتي يفوق عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، يعادل اقتصادها مثلا، الذي بلغ 2012 أكثر من 309 مليارات جنيه إسترليني (546 مليار دولار)، اقتصاد دولة مثل السويد وإيران.
وتحتل لندن المرتبة الخامسة لأكبر العواصم اقتصادا في العالم بعد طوكيو، ونيويورك، ولوس أنجليس وسيول. وتبقى العاصمة التي تحتوي على أكثر مدن العالم تنوعا من حيث اللغات المتداولة فيها، حيث أظهر تقرير الإحصاء الرسمي البريطاني لعام 2011، أنه إلى جانب اللغة الإنجليزية الرسمية، فإن هناك 100 لغة من لغات العالم، ومن بينها العربية، متداولة في المدينة، وتضطر السلطات المحلية لبلديات لندن، وكذلك السلطات الصحية وحتى القضائية لطبع المطبوعات الضرورية باللغات الأكثر شيوعا فيها، ومن بينها العربية في بعضها، إلى جانب الإنجليزية، وكذلك توفير مترجمين لغير المتحدثين بالإنجليزية.
وبحسب تقرير الإحصاء الرسمي البريطاني لعام 2011 يقدر عدد العرب البريطانيين المقيمين في لندن بنحو 110 آلاف نسمة من مجموع نحو 214 ألف نسمة في مجموع بريطانيا، بينما تقول تقديرات أخرى ان عدد العرب المقيمين أكبر بكثير.
واللافت أيضا أنه تعيش في لندن جالية فرنسية كبيرة، حيث يقدر عدد الفرنسيين في لندن بنحو 400 ألف، مما يجعل لندن رابع مدينة في «فرنسا» من حيث عدد السكان، أي أن بها عددا من السكان الفرنسيين أكثر من مدن فرنسية كبيرة مثل ليل. ويتمركز وجود الجالية في فرنسا في أحياء مثل كينزنغتون.
ومن الاستثمار العقاري، إلى المصرفية الإسلامية، إلى الإدراج في البورصة، وإلى مجالات أخرى كثيرة، تعد مركز جذب استثماريا عالميا تتوافد عليه الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم من بينها المنطقة العربية.
وقد استطاعت لندن أن تسحب البساط من نيويورك لتصبح أكبر مركز مالي في العالم، واللافت مثلا أنها تهيمن على سوق الصرف الأجنبي في العالم، التي يبلغ حجمها خمسة تريليونات دولار يوميا وتتعامل مع كمٍ من الدولارات يزيد مرتين على الولايات المتحدة وكمٍ من اليورو يزيد أكثر من مرتين على منطقة اليورو بأكملها.

[email protected]