ثمن أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي، الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمهرجان موسيقى كناوة على مدينة الصويرة (قرب أغادير)، الذي ستنظم دورته السابعة عشرة من 12 إلى 15 يونيو (حزيران) المقبل. وقال أزولاي، خلال لقاء صحافي مساء أول من أمس في الدار البيضاء، «ما زلت أذكر عندما انتفضنا، نحن مجموعة من أبناء الصويرة، خلال سنة 1991 على واقع التهميش والإهمال الذي كانت تعيشه مدينتنا». وأضاف أزولاي «قلنا كفى. وقررنا الانطلاق من مواردنا الخاصة، التي لن يطلب منا أحد ردها. وبدأنا بحجارة المدينة، التي أنطقناها لتحكي قصص تاريخنا وذاكرتنا».
وأشار أزولاي إلى أن اختيار موسيقى كناوة، وهي تراث شعبي مغربي ذو جذور أفريقية، لم يكن عبثا، موضحا أن المكون الأساسي في المهرجان لم يكن الموسيقى في حد ذاتها، وإنما ظاهرة كناوة الثقافية، في أبعادها التاريخية والثقافية، التي أعطت معنى لهذه الموسيقى، من خلال التأكيد على الهوية المغربية وخصوصيتها، وعلى تاريخ المغرب والتزاماته.
وأشار أزولاي إلى أن الأثر التنموي والاقتصادي للمهرجان يمكن اختزاله في عدد الفنادق في المدينة، من ستة عندما انطلق قبل 17 عاما إلى أزيد من مائتي فندق حاليا. ويضيف قائلا «الأهم من ذلك رد الاعتبار لفن وثقافة وتراث كناوة، وعبرها للجذور الأفريقية للمغرب».
وتشير دراسة أنجزها مكتب خبرة مغربي حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمهرجان على مدينة الصويرة، إلى أن المدينة تستقبل نحو 100 ألف زائر في اليوم خلال مدة المهرجان، ويصل حجم النفقات السياحية في المدينة خلال هذه الفترة إلى 250 مليون درهم (31 مليون دولار)، في حين أن الميزانية المخصصة لتنظيم المهرجان لا تتجاوز 13 مليون درهم. وتضيف الدراسة أن المهرجان شكل حافزا لجلب الاستثمارات الخاصة والحكومية إلى المدينة، وكان له أثر كبير على إنجاز الكثير من البنيات التحتية، خاصة الطرق البرية والمطار التي ساهمت في فك العزلة عن المدينة وإنعاش اقتصادها واندماجه في الاقتصاد الوطني. كما أبرزت الدراسة أن المهرجان كان له وقع كبير على صيت المدينة مغربيا وعالميا، والتي أصبح اسمها يرتبط بالثقافة والتراث وبموسيقى كناوة، بالإضافة إلى الشاطئ والسمك والرياح، حسب استطلاع أنجزه مكتب الخبرة. وتضيف الدراسة أن المدينة عرفت إطلاق الكثير من المهرجانات الأخرى التي عززت الوقع الاقتصادي والاجتماعي للمهرجان على سكان المدينة. بيد أن المهرجان يحتفي كل سنة بالانتماء الأفريقي للمغرب، من خلال الفن الموسيقي الخاص ذي الجذور الأفريقية، فإنه هذه السنة قرر إعطاء احتفائه بهذا الانتماء بعدا آخر، من خلال تخصيص المنتدى الفكري الذي ينظم على هامشه لبحث الأبعاد الجديدة والمستقبلية لهذا الانتماء تحت عنوان «أفريقيا المقبلة».
المنتدى الفكري الذي ينظم للعام الثالث، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ينتظر هذه السنة مشاركة أسماء ووجوه بارزة في عالم الفكر والسياسة والمال والاقتصاد من القارات الخمس، حسب إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من أن مدينة الصويرة تضرب بجذورها عميقا في التاريخ، إذ اتخذها الفينيقيون مركزا تجاريا فيما قبل التاريخ، كما اتخذها البرتغاليون في القرون الوسطى محطة بحرية في اتجاه أفريقيا والإكوادور، فإن بناءها في شكلها الجديد كان في سنة 1760 على يد السلطان محمد ابن عبد الله، الذي جعل منها قاعدة تجارية رئيسة، وجلب لها التجار اليهود المغاربة، الذين عرفوا تاريخيا بلقب «تجار السلطان».
وشكلت المدينة الساحلية لقرون نافذة المغرب وأفريقيا على العالم، ومحطة رئيسة على طريق القوافل بين فاس ومراكش وتومبوكتو. وتراجعت أهمية الصويرة خلال فترة الحماية الفرنسية في المغرب في النصف الأول من القرن العشرين لصالح ميناء الدار البيضاء الذي شيدته السلطات الفرنسية ليصبح الميناء الأول في المغرب، لتدخل الصويرة فترة طويلة من النسيان والإهمال استمرت إلى بداية التسعينات من القرن الماضي.
8:2 دقيقة
مستشار العاهل المغربي يثمن آثار مهرجان كناوة في النهضة الاقتصادية للصويرة
https://aawsat.com/home/article/79286
مستشار العاهل المغربي يثمن آثار مهرجان كناوة في النهضة الاقتصادية للصويرة
المدينة تترقب نحو 300 ألف زائر ومداخيل سياحية بقيمة 31 مليون دولار
- الدار البيضاء: لحسن مقنع
- الدار البيضاء: لحسن مقنع
مستشار العاهل المغربي يثمن آثار مهرجان كناوة في النهضة الاقتصادية للصويرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة