روي هاريس
TT

خمس أساطير حول جوائز بوليتزر

الأسطورة الأولى هي أن جوائز بوليتزر تكرم أفضل الأعمال الصحافية الأميركية. وفي الواقع تركز جائزة بوليتزر الصحافية على الصحف وهي محدودة في مجالها. ومصممة لتكريم الصحف الوطنية اليومية وخدمات الكابل التي تخدمها، ولم تمتد أبداً لتشمل الأخبار التلفزيونية أو المجلات ما عدا تلك التي تظهر كملاحق للصحف. فعلى سبيل المثال فاز سيمور هيرش بعدة جوائز ولكنه لم يفز ببوليتزر لما كشفه في صحيفة {نيويوركر} عن التعذيب في سجن أبو غريب. وعندما كان هيرش في خدمة كابل صغيرة فاز بجائزة بوليتزر عام 1970 عن كشفه مجزرة ماي لاي في فيتنام. وفي عام 2009 سمحت قواعد جديدة باعتبار مواد من شبكة الانترنت لناشرين غير مرتبطين بصحيفة. ولكن لا تزال فئات الجائزة ضيقة؛ فثمانٍ منها مخصصة للتقارير والبقية للرأي والنقد والكاريكاتير والتصوير.
والأسطورة الثانية هي أنه ليس لمصادر الأخبار الصغيرة فرصة كبيرة أمام الصحف الرئيسية. قد يبدو الأمر كذلك في السنوات التي كانت تسيطر فيها مطبوعة واحدة كبرى على عدد من الجوائز، مثال ذلك عندما فازت مجلة {نيويورك تايمز} بسبع جوائز بوليتزر عام 2002، أو عندما فازت {واشنطن بوست} بست عام 2008. ولكن دائماً ما يكون هناك فائز صغير ضمن مجموعة الـ 14 وعادة ما يكون من فئة الخدمة العامة أو الأخبار العاجلة. وبامكان مصادر الأخبار الصغيرة الفوز بجوائز في فئات أخرى أيضاً. ففاز كاتب من اسبوعية {سياتل سترينجر} (الغريب) بجائزة في كتابة المنوعات عام 2012 عن قصة جميلة تحكي عن قضية قتل.
والأسطورة الثالثة هي أنه ليس هناك مفاجآت في جائزة بوليتزر. فخلافاً لجوائز الأوسكار التي يعلن عن المتنافسين النهائيين فيها قبل أسابيع، فإن جائزة بوليتزر لا تعلن عن من يخوضون المنافسة حتى يوم اعلان الجوائز. ومع انه كانت تصدر بعض التسريبات احياناً من قائمة المحكمين فإنها خلال السنوات الأخيرة لم تعد سوى ضرب من التخمين.
والأسطورة الرابعة هي أن السباق نحو الجائزة يعد خدمة سيئة للقراء. فمع تطور جائزة بوليتزر قدم الفائزون للصحف نماذج لتقديم التقارير بصورة عظيمة. وأدت السمعة المتعاظمة لجائزة بوليتزر خلال العشرينات والثلاثينات إلى سعي المحررين والمراسلين الجاد للفوز بها؛ فقد خُططت مشاريع أكثر ووفرت موارد أكثر لفرق التحقيق. وكان ذلك يعني أيضاً السعي للفوز بالجائزة أولاً ثم خدمة القراء ثانياً. لكن المشاريع التي تفوز بجائزة بوليتزر قد تحدث تغييراً جذرياً وتاريخياً.
أما الأسطورة الخامسة والأخيرة فهي أن جوائز بوليتزر عالقة في القرن العشرين. ولا شك أن جوائز بوليتزر كانت بطيئة في التغيير، ببطء تكيف الصحف مع الإنترنت تقريباً، ولكن مؤخراً تم تكريم أفضل تقارير أخبار على شبكة الإنترنت وأفضل قصص على الوسائط الاعلامية المتعددة، وحتى لجنة الجائزة أصبح فيها عدد من الأعضاء الأصغر سناً.
وهناك تكهنات هذا العام بأن تكرم جائزة بوليتزر الموقع الإلكتروني لصحيفة {الغارديان} البريطانية في الولايات المتحدة وكذلك صحيفة {واشنطن بوست} على تغطيتها لرقابة وكالة الأمن الوطني.
لكن تبقى هناك الأسطورة الأشهر وهي كيف ينطق اسم الجائزة فهل هو {بوليتزر} أم {بيوليتزر}، فحتى بعض الفائزين يخطئون في نطق ذلك.
* خدمة {واشنطن بوست}