وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي
TT

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

محضر لقاء الدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين
مع السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي
موسكو - الخميس 23 مايو (أيار) 2013 الساعة 11,30
حضر اللقاء:
من الجانب السوري:
- السيد أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين.
- الدكتور رياض حداد سفير سوريا في موسكو.

من الجانب الروسي:
- السيد سيرغي فيرشينن مدير إدارة الشرق الأوسط.

«بعد تبادل عبارات المجاملة»
بوغدانوف: السيد لافروف لديه اجتماع مع الحكومة الروسية، تحدثت إليه هذا الصباح وهو مهتم بأن أواصل التشاور معكم لأنه توجد تفاصيل كثيرة تستحق النقاش.
نائب الوزير: كان في حديث الوزير لافروف أمس تفاصيل كثيرة وآراء هامة حول ضمان نجاح المؤتمر ولكن أودّ أن أسأل ما هو دور الأخضر الإبراهيمي لأن الوزير لافروف قال إنه يريد أن تشترك المعارضة في إطار الائتلاف كما فهمت، كيف يمكن ذلك؟
بوغدانوف: عندما تكلمت معه قبل يومين كان يقول إنه من الأفضل أن يكون للمعارضة وفد واحد وقال إن أقوى مجموعة في المعارضة هي الائتلاف وهو يجب أن يترأس وفد المعارضة في المؤتمر وينضم إليه بقية ممثلي منظمات المعارضة، وقد سألت عن معاذ الخطيب والأكراد السوريين فأجاب إن معاذ الذي استقال كان يأمل أن تتخذ الجلسة التي بدأت اليوم في إسطنبول وستستمر يومين قرارات معينة، موضحا أن منظمات المعارضة الأخرى التي لم تنضم رسميا إلى الائتلاف ستشارك في هذه الجلسة. أما الأخضر فهو لم يشارك شخصيا في اجتماع أصدقاء سوريا لأنه يحاول أن يبرز أنه محايد وأنه يلعب دور الوسيط بين دمشق والمعارضة، وكان حزينا لتسليم مقعد سوريا والاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد وقال إن هذا غير واقعي. لكن يبقى الإبراهيمي تحت تأثير الأوساط التي يعمل فيها في القاهرة ونيويورك وجنيف. وكان على وشك تقديم استقالته وأنا عندما جلست معه كان مستاءً بشكل كبير من التطورات وأشار إلى أنه لا حلّ للأزمة لأن كلا الطرفين اعتمد على الحل الأمني والعسكري ولا يوجد لديهما رغبة للحوار أو للتوصل إلى حلّ سلمي لأنهما يأملان تحقيق النجاح عسكريا. كان الإبراهيمي يقول منذ البداية إن هذا التوجه مدمّر لسوريا والشعب السوري ويقود البلاد إلى الصوملة. بعد صدور قرارات الجامعة العربية قال للوزير لافروف إنه كان يتشاور مع بان كي مون وإنه يرغب في الاستقالة ما دام أنه أصبح هناك ممثل شرعي وحيد للشعب السوري فلم يعد هناك حاجة للوساطة والحوار، واقترح على بان كي مون أن يبقى بصفته مستشارا له، وكان التوجه أن يحل محله يان إلياسون كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا وأن يصبح الإبراهيمي المستشار للأمين العام الذي يعمل على الملف السوري بشكل غير رسمي، لكن المبادرة الروسية الأميركية غيرت مزاجه حيث وجد أن هناك أملا لإيجاد حل للأزمة السورية، ورأى أنه من الأفضل ألا يثير موضوع استقالته إذا كان ذلك سيستفز بعض الأطراف التي تشارك في المؤتمر، لذلك سيبقى ممثلا للأمم المتحدة والجامعة العربية، وطبعا هو متفهم لخلفية توجهات كافة الأطراف ومواقفهم وأبدى رغبته واستعداده للعمل معنا ومع الأميركيين لتفعيل المبادرة الروسية الأميركية، وهو يعمل الآن بجدّ وأرسل نائبه ناصر القدوة إلى إسطنبول وهو يراقب من القاهرة وربما يذهب لاحقا إلى جنيف. كما أشار إلى أنه بدأ الاتصالات مع الأمم المتحدة في جنيف لترتيب عقد المؤتمر فيها حيث أبدى زملاؤه الاستعداد هناك وكذلك السلطات السويسرية. بشكل عام هناك نشاط مكثّف في الأمم المتحدة بجنيف والمفروض أن نختار إما 8 و9 أو 14 و15 يونيو (حزيران) موعدا لانعقاد المؤتمر لأن جنيف فيها اجتماعات لذلك فالموعد سيكون في عطلة نهاية الأسبوع، ومن الأفضل انعقاد المؤتمر قبل قمة الثمانية في 17 و18 يونيو لأن أهم شيء على هامش هذه القمة هو القمة التي ستجمع الرئيسين بوتين وأوباما في آيرلندا. كان من الأفكار التي طرحها أنه من المهم افتتاح المؤتمر رسميا بحضور الدول الإقليمية والدولية وبعدها سيبدأ الحوار الحقيقي بين السوريين أنفسهم. هل اطلعت على البيان الختامي لاجتماع ما يسمى أصدقاء الشعب السوري؟
نائب الوزير: سمعت عنه في الإعلام.
بوغدانوف: صدر عن هذا الاجتماع نص يتضمن ترحيبا بعقد المؤتمر وبالمبادرة الروسية الأميركية وهذا جيد.
نائب الوزير: فيما يتعلق بالإبراهيمي، أنا حضرت شخصيا كافة اجتماعاته مع السيد الرئيس والسيد وزير الخارجية كما كنت أتحدث معه على الطريق إلى دمشق عندما كنت أستقبله. أعتقد أن هناك خطأ في آلية تحليله لما يجري في سوريا فهو يؤمن أن ما يحدث هو ربيع عربي ونتيجة أخطاء الأنظمة، ولم يدرك التفاوت في الأوضاع بين تونس واليمن ومصر والأوضاع في سوريا، أوقعه هذا التعميم وإعطاء الشرعية للربيع العربي في الخطأ في آلية ومضمون تحركه. كما أنه دخل في موضوع ما يسمى التنحي وقضايا عدم الترشيح وهذا التدخل لا يمكن أن يقوم به وسيط لديه الحد الأدنى من الحكمة، لأن هذه القضايا هي في صلب المعركة الجارية الآن ما بين خط يريد أن يكون جزءا لا يتجزأ من الهيمنة وتغيير النظام في سوريا لمصلحة الغرب ومساعدة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة لأنها ستتفرغ لقضايا رئيسة أخرى حيث ستتفرغ لآسيا ومواجهة الصين وروسيا هناك، وخط آخر يتمسك بمبادئ القانون الدولي والحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. أعتقد أن الحكمة خانت الإبراهيمي في التعامل مع الأزمة السورية، وهو لم يكتب حتى كلمة واحدة في تقريره الأخير الذي عرضه أمام مجلس الأمن عن البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد وخصّص صفحة عمّا سماه المبادرة التي أطلقها معاذ الخطيب التي وصفها بـ«العظيمة»، تشعر كما لو أن هناك هيمنة من نوع ما على طريقة تفكيره. هو يعرف من خلال مكتبه في سوريا والاتصالات التي تجري معه وضع المعارضة السورية السيئ، وهو رفض اللقاء ببعض المعارضات الحقيقة على الأرض في سوريا لأنها ليست مع الولايات المتحدة الأميركية ولا الغرب ولم يمارس الموضوعية في هذا الشأن.
بوغدانوف: يمكن أن نوافق على هذا التقييم لكن الإبراهيمي يتصرف كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة ولديه تكليف منه ومن العربي، لذلك هو شخصية غير مستقلة، والمزاج في الجامعة العربية معروف وذلك يؤثر عليه وهو لم يمارس النهج المستقل ولكنه كشخص ليس سيئا. بعد مبادرة الرئيس الأسد جلسنا مع الغربيين في جنيف في اجتماع الترويكا وهم كانوا يشكون من أن خطاب الرئيس الأسد مضر جدا ويشكل استفزازا وأنه مرفوض وأن هذا النهج يدل على أن القيادة في دمشق لا تعرف ما يجري ولا تدرك موازين القوى وطموحات الشعب، أجبتهم دعونا نعد قليلا للخلف ولا تتحدثوا عما جرى في 6 يناير (كانون الثاني) ودعونا نتحدث عما جرى قبل ذلك في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 عندما أنشئ الائتلاف في الدوحة حيث كانت النقطة الأولى في وثيقته هي إسقاط النظام السوري والثانية هي لا حوار مع النظام والنقطة الثالثة هي حل المؤسسات، الآن هناك مبادرة الرئيس التي فيها الإيجابيات وربما السلبيات لكنها تعتبر موقفا بناءً وتشكل ردا على الموقف السلبي المدمّر للمعارضة في الدوحة.
نائب الوزير: يبدو أحيانا أنهم يصابون بالعمى عند الحديث عن سوريا، أتحداهم أن يكونوا قد اطلعوا على البرنامج السياسي الذي أطلقه الرئيس الأسد. السيد الرئيس اقترح مراحل معينة هي إنهاء العنف وتقديم المساعدات الإنسانية ثم البدء بعملية تحضير الحوار وترك كل شيء للمتحاورين دون قيد أو شرط، كما أن الأهداف التي وضعت لا يمكن لاثنين أن يختلفا عليها لا في الولايات المتحدة ولا في اليابان ولا أي بلد آخر، نحن نريد أن نناقش بشكل مفتوح قضايا تتعلق بالدستور وحقوق الإنسان وحرية الإعلام وقانون الانتخابات، لا أفهم حقيقة على ماذا يعترضون! في نهاية المطاف يتحدث البرنامج السياسي عن طريق واحد لانتخاب قيادة سوريا وهو الشعب وصندوق الانتخاب ويحق لكل مواطن يتمتع بالأهلية أن يترشح فإذا انتخبه الشعب السوري فأهلا وسهلا. إذان ماذا يريدون سواء المعارضة أو الأخضر الإبراهيمي؟ هم يريدون انقلابا في سوريا لأنهم يعرفون أنهم لن ينجحوا بالديمقراطية.
بوغدانوف: عندما زارنا وفد مجلس الشعب السوري تحدث عن الديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة والحوار والدولة العادلة، لكن هذا يتطلب بعدا دوليا. مثلا أنتم تقولون لنا يمكنكم إرسال مراقبين أثناء الانتخابات. لكن الدول التي تقف خلف المعارضة تقول أي مراقب سيكون مراقبا من المخابرات والأمن السوري، فالضمانات لحرية التعبير عن الرأي والشفافية يمكن أن تتم عند خلق الظروف لذلك، فالنظام الذي يعتمد على المخابرات في مراقبة الانتخابات سيفوز فيها بنسبة تسعين في المائة.
نائب الوزير: في آخر مقابلة إعلاميه للسيد الرئيس سُئل هذا السؤال وأجاب أننا نبحث عن آليات جديدة وأنه يجب أن تجلس الحكومة والمعارضة لمناقشة الدستور وقانون الانتخابات، المهم أن يجلس هؤلاء لنجد آلية ضمان انتخابات نزيهة.. فلماذا يحكمون مسبقا على آلية لم يتفق عليها حتى الآن؟
بوغدانوف: هم يركزون في كلامهم على تشكيل الهيئة الحاكمة.
نائب الوزير: نجلس ونشكل هذه الهيئة السيد الرئيس قال إن هذه الهيئات يجب أن يتناقش السوريون حولها ويضعوا لها أسسا وقواعد. نحن إن قلنا إنه ليس لدينا ثقة بالمراقبين الغربيين ونريد مراقبين من روسيا والصين ومنغوليا، فهم سيرفضون ذلك بشكل آلي؟
بوغدانوف: هم يرفضون أيضا ويعتقدون أن روسيا والصين تساعدان الرئيس بشار الأسد.
نائب الوزير: ذلك النقاش والتوصل إلى قرار يأتي في الحوار الوطني والانتخابات تعقد بعده.
بوغدانوف: إن تحليل سلوك الإبراهيمي في السابق مفيد ولكن الآن همومنا مشتركة ويجب أن نركز على التكتيك والاستراتيجية والخطوات العملية، لذلك في رأيي الشخصي الظرف دقيق جدا، دعوا جانبا تصرفات الإبراهيمي في السابق ولنعمل معا الآن وللغد ما دام أن الإبراهيمي مستمر في العمل على المبادرة، علينا التعامل معه بشكل بناء ونفتح صفحة جديدة في العمل السياسي والدبلوماسي، لذلك من المهم جدا ودون تريث أن تتصلوا بالإبراهيمي وتدعوه إلى دمشق لمناقشة التفاصيل، لأنكم إن كنتم ستقولون إنه مرفوض ولا توجد ثقة به فهذا لن يساعد.
نائب الوزير: قلنا لن نتعامل مع الإبراهيمي كممثل للجامعة العربية وفيما يتعلق بولايته كممثل للأمم المتحدة فإننا نريد أن تكون هذه الولاية ملتزمة بالموضوعية والحيادية، هذا يعني أننا سنتعامل معه ولكن عليه أن يقرر أين سيكون فهل سيتعامل معنا باحترام وموضوعية ولا يقدم مقترحات استفزازية ولا يقف مع طرف ضد طرف آخر؟
بوغدانوف: يجب أن تتحدثوا معه وليس معنا، نحن نعرف موقفكم والمبادئ التي تستندون إليها، لكن إن كنتم لا تريدون أن تتعاملوا معه كممثل للجامعة العربية، فهذا من جانبكم أما بالنسبة له فهناك طرف آخر في النزاع السوري، نحن نسمع من المعارضة كلاما مختلفا فهم يقولون إن المجتمع السوري منقسم وفي هذا الظرف عندما يعتقد النظام أنه يمثل الشعب السوري بأكمله فهذا غير صحيح، وأكثر من ذلك أنهم يقولون إنه فيما يخص الأسرة العربية فإن النظام فقد أصدقاء مهمين في الجامعة العربية بشكل عام، أما المعارضة فهي تتعامل مع معظم الدول العربية، ويقولون لنا أنتم يا روس أغبياء كان لديكم علاقات روسية عربية ممتازة أما الآن فليس لديكم إلا سوريا وفقدتم صداقتكم مع 22 دولة عربية أخرى. طبعا هذا الكلام تبسيط للأمور ولكن هذا الأمر ظاهر للعيان.
نائب الوزير: أنا واثق أن أكثرية الدول العربية غير المنخرطة في تمويل وتسليح الإرهاب في الأزمة السورية هي مع الموقف الروسي ولكن تعرفون الضغوطات القطرية والأموال والاستخبارات والتهديدات المباشرة والتدخل السافر في دعم القوى المتطرفة، وهي التي تلعب دورا في هذا الموضوع. مع ذلك ما زلنا نتحدث مع معظم هذه الدول بدليل وجود القائم بالأعمال المصري في دمشق وبدليل موقف عُمان والسودان والعراق والجزائر، هناك تبدلات حقيقية لكن القرارات التي يصدرونها والأوراق المعدة سلفا ليقدمها حمد بن جاسم على أنها قرارات عربية هي التي تمثل الفشل العربي، حقيقة.. إن وضع العرب صعب. وأصحاب الأموال لديهم القدرة على زعزعة الأوضاع في أي بلد عربي، لذلك من الذي سيجرؤ على مخالفة حمد بن جاسم أو حمد بن خليفة، هل هي موريتانيا؟
بوغدانوف: كنت أجلس مع مسؤول سوداني وأخبرني أن السودان امتنع عن التصويت على القرار القطري في الجمعية العامة، وفي المقابل صوتنا نحن ضد القرار، فمن أقرب إليكم روسيا أم السودان؟ (مازحا) بدأنا نشعر بأننا عرب. أنتم كنتم مندوب سوريا في الأمم المتحدة وتقرأون نتائج التصويت جيدا، فقد صوت لصالح القرار القطري 107 دول وصوتت 12 دولة أخرى ضده بمن فيهم نحن، وأن العرب كلهم كانوا إما مع القرار أو امتنعوا أو لم يشاركوا بالتصويت.
نائب الوزير: هل تتوقع من هوشيار زيباري أن يصوت ضد القرار!
بوغدانوف: هذا موقف سياسي وأصبح الآن لدينا وثيقة سياسية صادرة عن الجمعية العامة.
(..........)
نائب الوزير: قبل الدخول في موضوع الأسئلة المتعلقة مباشرة بالمؤتمر التي في ضوء الإجابات عنها سنتخذ القرار بالمشاركة من عدمها، لدينا موضوع أساسي هو مقام الرئاسة، في هذا المجال نحن نتحدث عن وحدة سوريا والشعب السوري، فعندما نقول إن هذا خط أحمر فنحن حقيقة لا ندافع عن شخص فقط وإنما عن بلد بأكمله، إنهم يريدون اتّباع هذه الوسيلة الانقلابية وقالوها منذ اليوم الأول للأزمة، ونحن صمدنا بفضل دعمكم وتضامنكم معنا حتى الآن لمدة سنتين وشهرين، لماذا هذا الصمود لأن شعب وجيش وحكومة سوريا لا يريدون تسليم مقاليد البلد لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا التي تسعى كل منها لإعادة الهيمنة الاستعمارية على سوريا. الرئيس الأسد بما يمثله كرمز لوحدة سوريا ولدور الجيش أصبح حاجة أساسية قبل أن يكون سيادته هو المعني بهذا الموضوع، نحن المهتمون حقيقة بهذا الموضوع، فلو حدث ذلك ما الذي سيجري على الأرض، لن تكون هناك سوريا، من رئيس الوزراء الذي يستطيع أن يسيطر على الجيش والأمن الآن! سينقلب الجيش السوري إلى عصابات إرهابية ومجموعات متشتتة وكذلك الأمن سيتفرّق وستقع البلد في ورطة لا سبيل إلى حلها كما حدث في بلدان أخرى.
بوغدانوف: لكن هذا الشيء موجود الآن. فالمناطق التي يسمونها المناطق المحررة والحدود مع لبنان والأردن وتركيا مفتوحة ويجري التدخل من خلالها.
نائب الوزير: إذن يجب أن يكون الهدف الأساسي للمؤتمر هو وقف التدخل الخارجي. تركيا الآن لديها مشكلات حقيقية وكذلك الأردن ولبنان.
بوغدانوف: لكن ماذا نعمل بعد ذلك؟
نائب الوزير: سنعمل للتوصل إلى حل يضمن وحدة سوريا بانتظار ما سيقرره شعب سوريا في صندوق الانتخاب، يجب ألا يأتوا بشروط مسبقة لأنه لن تكون سوريا التي يعرفونها، وفي اليوم التالي سيكون الخطر الحقيقي ولن تكون هناك قوة تحافظ على البلد كما يحافظ السيد الرئيس عليه.
بوغدانوف: نحن متفهمون ولكن يجب أن تقولوا هذا الكلام للمعارضة، وأعتقد أنه من الأمور الهامة كان إدخالنا في البيان المشترك الروسي الأميركي أن روسيا والولايات المتحدة تحترمان وتدعوان جميع الأطراف إلى احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وهذا الكلام مذكور أيضا في بيان جنيف، وعلى أساس هذا الموقف يجب أن نتصرف بذكاء. أين السيادة؟ زارني سفير إيطاليا وقلت أنتم أغبياء لأنكم قلتم إن الرئيس الأسد فقد الشرعية، هذا الكلام خطير، لأنه إن فقد الرئيس الشرعية فلمن الشرعية إذن! لا أحد يملك الشرعية، وإذا لم يكن هناك شرعية في البلد فهذا يعني أنه فقد سيادته وسيتصرف كل واحد فيه كما يشاء، هذا ما أدى إلى أن تكون الحدود السورية مفتوحة وتحويل سوريا إلى بؤرة لانتشار الإرهاب في كل مكان.
نائب الوزير: هذا كلام دقيق، لكن من هي الأطراف السورية وغير السورية التي ستدعى للمشاركة في المؤتمر، وفيم تفكر الأمم المتحدة فيما يخص هذا الشأن؟
بوغدانوف: لا أدري فيما تفكر الأمم المتحدة ولكن لدينا تصور عام، وجدير بالذكر أنه تأكد اللقاء بين كيري ولافروف الاثنين المقبل في باريس وسنسمع منه فيما يخص تمثيل المعارضة، نحن سنقول إن الحكومة السورية مستعدة وإن هناك أشخاصا مكلفين، أما بالنسبة لتمثيل المعارضة فهناك غموض ولا توجد أجوبة، وقد قلت لسفير بريطانيا أنتم طلبتم منا الاعتراف بالائتلاف كما فعل العرب، سألته من أين جاء هؤلاء الناس ومن اختارهم كممثلين شرعيين للشعب السوري، هل هو ..........؟ ثم إنه عندما صدر قرار تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة استقال رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، فماذا يعني ذلك؟
نائب الوزير: عيّنوا في الدوحة سفيرا للائتلاف وليس سفيرا لسوريا، وسفارتنا ما تزال مغلقة هناك، أما في باريس فهي مفتوحة وتمارس عملها وكذلك في واشنطن ومعظم العواصم الأوروبية باستثناء العواصم التي نحن أغلقنا فيها بعثاتنا احتجاجا على موقف الدولة المضيفة. هذه المائة دولة التي يتحدثون عنها أنها اعترفت بالائتلاف هي تحضر نتيجة الضغط ولا تقرأ ولا تعرف البيانات التي تصدر عن المؤتمرات التي تشارك فيها.
(..........)
نائب الوزير: ما نريده في هذا المجال هو دور روسي بحيث يجب أن تكون الأطراف الأخرى من المعارضة الوطنية موجودة في المؤتمر لأنه من دونها سيكون المؤتمر ناقص التمثيل الحقيقي. كما أنه داخل الائتلاف يوجد 50 اختلافا أو أكثر.
بوغدانوف: علينا أن ندرك ذلك ونتصرف على أساس معرفتنا بالتفاصيل داخل المعارضة ونتصرف كي لا نُلام على إفشال المؤتمر، لأن هذا يمكن أن يقود إلى مجلس الأمن لاتخاذ القرارات غير المناسبة.
نائب الوزير: ما دمتم أنتم في مجلس الأمن فلا خوف من هذا الأمر.
بوغدانوف: استعملنا الفيتو في مجلس الأمن ثلاث مرات، طبعا أنا جلست مرتين مع الإخوان المسلمين مع رياض الشقفة وطيفور والبيانوني في تركيا وقالوا نحن مستاؤون ونستنكر الموقف الروسي فأنتم تدعمون النظام واستعملتم الفيتو 3 مرات وهذا غير مقبول وسبب شللا في مجلس الأمن ومنعه من اتخاذ القرارات الضرورية. أجبتهم لم نكن نريد استعمال الفيتو لأنه شيء غير عادي على المستوى الدولي أن تستخدم الفيتو ثلاث مرات لكن كنا مضطرين؛ فمثلا في آخر مرة استعملنا فيها الفيتو، قال لافروف لكلينتون يجب أن تصححوا مشروع القرار لأن نصه غير مقبول ويجب أن تعدلوه وتجعلوه أكثر توازنا إذ لا يمكننا الموافقة عليه بهذه الصيغة ودعونا نعمل على صياغة نص مقبول لكم ولنا، وأنا ذاهب إلى دمشق مع رئيس المخابرات وعندما أعود سنتصل، لكنها رفضت وقالت سنصوت اليوم على مشروع القرار دون انتظار عودتكم من دمشق، لذلك اضطررنا لاستعمال الفيتو مرة ثالثة. كما قلت للإخوان المسلمين إن الأميركيين فعلوا ذلك عن عمد، فأجابوا إننا ندرك أن الموقف الأميركي سيئ لأنهم لا يريدون أن يحاربوا ويتحججون بالفيتو الروسي. لقد كان هدفهم الحصول على فيتو لتبرير عدم مساعدة المعارضة لذلك لديهم استياء من الأميركيين أكثر منّا لأنهم يعتقدون أن القرارات مفتعلة. ومن هنا الخطورة لأنه إذا فشلت الجهود سيذهبون إلى مجلس الأمن وسنستعمل الفيتو مرة أخرى وسيقولون إنه يجب التحرك خارج مجلس الأمن، وتعرفون ماذا يعني ذلك.
نائب الوزير: فيما يخص المشاركة لا نرى أن الائتلاف أو هيئة التنسيق يمثلان المعارضة السورية، إننا نعتقد أن هناك دورا للمنظمات السورية الأهلية والشعبية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، نرجو أن تضعوا هذه الأفكار في حسبانكم فيما يتعلق بالمشاركين، السؤال الثاني ما نسبة تمثيل المعارضة في المؤتمر؟ مثلا هل سيمثل وفد الحكومة السورية بعشرة أشخاص وتمثل المعارضة بأربعين أو عشرين أو غير ذلك؟ والسؤال الأهم هل ستمثل المعارضة بشكل موحد أم على شكل معارضات؟ نريد معرفة ذلك لنقوم بإعداد أنفسنا. صحيح أن الجانب الأميركي يعمل على تجهيز وفد المعارضة للمشاركة في المؤتمر ولكن نعتقد أن الجانب الروسي كونه الراعي الأساسي سيكون له موقف بشأن المشاركين.
بوغدانوف: عندما تحدثنا مع الإبراهيمي وهو خبير طبعا في هذه الأمور قال ستعقد جلسة افتتاحية على مستوى وزراء الخارجية وسيكون رئيس المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة، وروسيا والولايات المتحدة دولتان مبادرتان، وستكون الجلسة الافتتاحية بمشاركة كيري ولافروف والكلمات ستكون مثلما كان عليه الحال في مؤتمر مدريد 1991، ثم تبدأ المحادثات بين الأطراف السورية أي بين ممثلي الحكومة وممثلي المعارضة، كيف تتم المفاوضات؟ يمكن أن تتم بين وفدين على كافة الملفات المطروحة الأمنية والسياسية وغيرها، أو تتشكل مجموعات العمل على مسارات معينة، مسار سياسي أو اقتصادي أو إعادة الإعمار أو المصالحة وغيرها بحيث تتم المفاوضات في إطار مجموعات العمل بين الخبراء السوريين، وهنا سألت الإبراهيمي فيما يخص موضوع اللاجئين، من المنطقي أن تتم المفاوضات بين السوريين ولكن بمشاركة الدول المعنية المستضيفة للاجئين والدول التي يمكن أن تقدم المساعدة ماديا، فأجاب: إنها فكرة تستحق الاهتمام ولكنه يفضل عدم مشاركة أي دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة وروسيا، حيث يمكنهما المشاركة في كل مجموعة عمل وتشجيع الأطراف على التقدم. كذلك قال لافروف لا نريد أن نضع حدودا زمنية مصطنعة لأن هذا خطير ولكننا نقول لتعمل هذه اللجان مدة 3 أسابيع أو شهر ثم بعد ذلك تعقد جلسة عامة لسماع التقارير من السوريين ونرى التقدم الحاصل والمشكلات التي يواجهونها. هذا التصور النظري للمؤتمر، وإن كان لديكم أي أفكار يمكن أن نسمعها.
نائب الوزير: فيما يتعلق بهذه الأفكار نحن أخذنا علما بها ونتفق معكم في أنه يجب ألا يكون هناك تحديد زمني ولكننا نقول إن المؤتمر يجب أن يبدأ في جنيف وبعد ذلك ينتقل الحوار في المسائل الأساسية بين السوريين إلى سوريا. ونحن على استعداد لضمان أمن وسلامة ومجيء ورحيل كل المشاركين.
بوغدانوف: ليس لدينا مشكلة ونرحب، لكن هناك موقف المعارضة التي لا تقبل بهذا، كما أن قصة عبد العزيز الخيّر سلبية للغاية، نحن قدمنا لحسن عبد العظيم وهيثم مناع ضمانات ولكن عندما وصلوا إلى دمشق مقبلين من الصين حصل الحادث المؤسف.
نائب الوزير: والدي الآن مختطف.
بوغدانوف: هذا يعني أنه ليست هناك ضمانات.
نائب الوزير: يمكن أن يحدث ذلك في أي مكان. في إحدى المرات أخبرتنا الحكومة الماليزية أن هناك 3 إرهابيين سوريين تريد تسليمهم إلى سوريا واتفقنا على آلية لتسليمهم بحيث يأتون عن طريق دبي برعاية الأمن الماليزي لكن عندما وصلوا إلى مطار دبي كانت وكالة الاستخبارات الأميركية تنتظرهم تحت الطائرة وعندما نزل هؤلاء المواطنون أخذوهم وأخفوهم وحتى هذه اللحظة لا نعرف أين هم لا نحن ولا الماليزيون. يعني أن هذا يمكن أن يحدث.
بوغدانوف: كل شيء محتمل. بالمناسبة أنا كنت مؤخرا في بيروت وجاء من دمشق وفد من هيئة التنسيق يضم حسن عبد العظيم ورجاء الناصر ومعارضا كرديا وقدموا لنا ورقة تتضمن قائمة بالمعتقلين والممنوعين من السفر من هيئة التنسيق.
نائب الوزير: وصلتني هذه الورقة عن طريق سفيركم وألغينا كل الإجراءات بحقهم. هم يقولون إن واحدا من الأسماء الـ12 ما زال ممنوعا من السفر وإزالة الأحكام والإجراءات الصادرة بحقه لكن قبل مجيئي إلى هنا رفعت مذكرة إلى الجهات المعنية.
بوغدانوف: هذا يساعد. يزورنا الكثير من المعارضين وقد زارنا مؤخرا وليد البني.
نائب الوزير: أخوه يزورني في دمشق وهو على خلاف معه.
بوغدانوف: أخبرنا البني أنه تم اعتقال ابنه وتم تعذيبه وهو يشكو أنه لا تزال أعمال القمع والضغط الجسدي تمارس ضده، وتساءل هل هو إرهابي! لديه تجربة مريرة.
نائب الوزير: يمكن أن نتعامل مع هذه المسألة إذا كانت المعلومات دقيقة.
فيرشينن: هناك ملاحظة لوجستية تتعلق بمكان انعقاد المؤتمر، إن من أهم التعديلات التي استطعنا إدخالها على بيان جنيف الأول كان مبدأ التوصل إلى القرارات بتوافق الآراء، فإذا كان هناك قرار فإنه يجب أن يتخذ بتوافق الآراء وهذا يعني أن الوفد الحكومي السوري سيكون لديه حق الفيتو في جنيف أو أي مكان آخر.
مستشار الوزير: هنا يجب أن نحدد منذ البداية ما هو النظام الدستوري الذي سيستند إليه المتحاورون.. عندما نتحدث في سوريا عن مرجعية فما هذه المرجعية؟ هل هي دولة غير موجودة! هناك دولة وحكومة ودستور قائم يجب أن يكون المرجع إلى أن نتفق على دستور جديد لذلك فعلينا أن نستند إلى الدستور القائم وإلى القواعد الأساسية التي تحكم الدولة.
نائب الوزير: وإلا تحولت سوريا إلى فراغ ودولة فاشلة.
مستشار الوزير: انطلاقا من مفهوم السيادة الذي تكلمتم عنه.
بوغدانوف: نسمع من المعارضة أنهم لم يشاركوا في الدستور أو الانتخابات وأن النظام كتب الدستور كما يشاء.
نائب الوزير: دعوناهم للمشاركة وكان ذنبهم أنهم لم يأتوا، المهم الآن أنه حتى الدستور خاضع للتفاوض ولكن ليأتوا إلى التفاوض.
بوغدانوف: عندما تتحدثون عن السيادة والدستور ومبادئ سلامة الأرض فإن هذا كلام سليم ولكن الوضع على الأرض يختلف قليلا لأنه خلال الحرب الأهلية لا يجري الالتزام بالدستور والقوانين أو السيادة أو قرارات الحكومة، من هنا فالوضع مخيف جدا.
نائب الوزير: ما دام أن هناك حكومة وقيادة في سوريا ومؤسسات وأنظمة فمن واجب الدولة أن تعمل وفقها لإخراج سوريا من هذه الأزمة، سنناقش مع المعارضة كل المسائل ولكن حتى يجري الاتفاق على الشكل الجديد للدولة القانونية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية ستبقى هذه القوانين موجودة حتى نجد البديل.
بوغدانوف: مجددا نحن مقتنعون ولكن يجب عليكم إقناع الآخرين.
نائب الوزير: نحن نؤكد على ضرورة مشاركة الدول الفاعلة ومتفقون معكم على إيران ويجب ألا يضع الفرنسيون فيتو على المشاركين، ونعتقد أن الدول المؤثرة يجب أن تكون حاضرة حتى نلزمها بقرارات مثل السعودية وتركيا، ونحن مع أن تحضر مجموعة بريكس فوجود الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل مهم.
بوغدانوف: يجب ألا نوسع نطاق الحضور في المؤتمر.
نائب الوزير: على أي حال أترك ذلك بين أيديكم وهذه وجهة نظرنا. طبعا هناك مساعٍ لإشراك ما يسمى الحكومة المؤقتة ونحن نعتبر أن تشكيلها يتناقض مع بيان جنيف ونرفض مشاركتها، وترفض سوريا مشاركة أي طرف يمارس العنف والإرهاب في سوريا.
بوغدانوف: بالتأكيد لأن هذه الأطراف غير مستعدة للتفاوض معكم أصلا فهي مستعدة لمواصلة القتال.
نائب الوزير: ونحن بالطبع على استعداد للتعامل معهم خارج المؤتمر بالطريقة المناسبة.
بوغدانوف: بالمناسبة.. عندما جلسنا مع الأميركيين قلنا لهم إن تسجيل جبهة النصرة في قائمة الإرهاب شيء نرحب به ولكن هذا يعني أن كلام الرئيس الأسد عن أنه يحارب الإرهاب صحيح، والسؤال الأهم الآن هو من سيحارب جبهة النصرة على الأرض. أجابوا أنهم يأملون أن الجيش الحر سيحاربها. لكن الذي حصل فيما بعد أن الجيش الحر اعتبر أن جبهة النصرة هي رفيق درب إسقاط النظام.
نائب الوزير: عبر عن ذلك معاذ الخطيب في مراكش عندما دعا إلى إزالة اسم جبهة النصرة من قائمة الإرهاب. فيما يخص ما ورد في بيان جنيف حول هيئة الحكم، إن فهمنا لها هي أنها حكومة وحدة وطنية وهي ستكون موسعة وبصلاحيات تامة حسب الدستور السوري الذي يعطيها كل الاختصاصات ما عدا الجيش والأمن اللذين هما من اختصاص رئيس الجمهورية وهذا موجود في كل الدول.
بوغدانوف: لكن سوريا في وضع استثنائي.
نائب الوزير: ما زالت مؤسسات الدولة قائمة وتعمل.
بوغدانوف: نحن معكم ولكن الآخرين غير موافقين.
نائب الوزير: هدفنا الحفاظ على سوريا ولا نريد تكرار التجربة العراقية أو الليبية أو أفغانستان وغيرها.
بوغدانوف: بالمناسبة هناك معلومة هامة، فعندما بدأ جون كيري يتحدث عن الهيئة الحاكمة قال علينا التركيز على خمس دعائم هي الجيش والمخابرات والأمن والبنك المركزي.. قاطعه الوزير لافروف قائلا هذه الأمور يناقشها السوريون خلال الحوار، ونحن لا نوافق على الإعلان أننا بحثنا هذه الأمور، هذا الموضوع حسب بيان جنيف هو للسوريين. لا يقصد بيان جنيف بهيئة الحكم حكومة موسعة، إنما مؤسسة موسعة لها صلاحيات تشمل كل الأمور؛ الأمن والجيش والعملة السورية وغيرها. وأكثر من ذلك تقول المعارضة إن صلاحيات الرئيس تمكنه من إقالة الحكومة وهذا شيء مرفوض من قبلهم. لنفرض أنه تشكلت اليوم الحكومة وهناك وزراء من المعارضة، يمكن للرئيس أن يقوم بحل الحكومة لأي سبب كان.
نائب الوزير: إذا قادت هذه الحكومة البلد إلى الدمار فمن سيقف في وجهها إذن!
بوغدانوف: علينا ألا نعمل بالتمنيات.
نائب الوزير: الحكومة الموسعة يجب أن تكون قرارا سوريا وليس حسب رغبات اللاعبين الخارجيين، لقد أحضر كاميرون عندما التقى الرئيس بوتين قوائم بأسماء المشاركين في الحكومة وهذا غير مقبول. إننا نؤكد أن صلاحيات رئيس الجمهورية هي التي تبقي البلد موحدا.
بوغدانوف: نحن متفقون معكم ولكن يجب أن تتحدثوا مع المعارضة في هذا الأمر. عندما زرنا القاهرة التقينا مع الإبراهيمي وقال حينها إنه خلال لقائه مع الرئيس الأسد اقترح أن يجري تحويل النظام الرئاسي في سوريا إلى برلماني وتجري الانتخابات بأسرع وقت لتشكيل البرلمان على أساس التعددية الحزبية وفي ضوء نتائج الانتخابات تتشكل الحكومة الديمقراطية، وتعدل كافة الصلاحيات ويتحول منصب الرئيس إلى شخصية بروتوكولية لحفظ ماء وجهه، بمعنى أن رئيس الوزراء سيتمتع بكافة الصلاحيات.
نائب الوزير: هذا يعني أنه يمكن أن يتحول الرئيس الأسد إلى رئيس للوزراء في ظل النظام الجديد فهل يقبل المعارضون بذلك! ما يقوله الرئيس الأسد إن ما يهم هو أن يجلس السوريون ويختاروا النظام الذي يناسبهم ولا نريد أن يأتي الإبراهيمي ويقول هذه الوصفة.
بوغدانوف: طبعا كل هذه الأمور يجب أن تناقش في إطار الحوار السوري السوري.
نائب الوزير: سيطلق مؤتمر جنيف الحوار ولكن يجب عدم معالجة كافة المواضيع في جنيف، لأن ذلك سيكون مكلفا ويشكل ليس عبئا ماليا فقط وإنما سياسيا أيضا، فنحن لا نريد أن ينتقل السوريون بخبرائهم للحديث عن حل الأزمة السورية خارج سوريا بل على الأرض السورية.
بوغدانوف: نحن نرحب بهذا الكلام ولكنه موقف غير واقعي وقد يعد شرطا تعجيزيا ومحاولة لإفشال المؤتمر.
نائب الوزير: نحن نؤكد على أنه لا حوار مع الإرهابيين.
بوغدانوف: الإرهابيون لن يشاركوا في الحوار أصلا.
نائب الوزير: من يحمل السلاح ويقتل الناس أليس إرهابيا سواء كان تحت تسمية الجيش الحر أو غيره؟
بوغدانوف: لكن هم يقولون إن النظام يقتل شعبه. وفي بيان عمّان يقولون إنهم يرفضون الحوار مع الرئيس أو أقاربه أو الذين تلطخت أيديهم بالدماء، بالطبع نحن نجيبهم بأن هذا الكلام سخيف لأنه من المفروض أن الهدف الرئيس هو وقف إطلاق النار وعليك أن تحاور من يطلق عليك النار وليس الآخر الذي لا يحمل السلاح في مواجهتك.
نائب الوزير: لذلك وقف العنف هدف أساسي ويجب أن يكون أول بند على جدول أعمال المؤتمر.
بوغدانوف: هناك الجيش الحر وقائده الجنرال سليم إدريس.
نائب الوزير: قلت للوزير لافروف البارحة إنني تحدثت مع مختار لماني قبل قدومي لموسكو وإنه أخبرني أنه لا يوجد شيء اسمه جيش حر وإنما عصابات إرهابية متفرقة.
بوغدانوف: بالنسبة للجيش الحر، كيف ستتعاملون معه؟
نائب الوزير: يجب أن يلقوا السلاح ويأتوا إلى الحوار ولكن طبعا بضمانات. أخبرني مختار لماني أن هناك مجموعات من ألفين إلى ثلاثة آلاف ترغب في تسليم السلاح والحوار مع الحكومة وهؤلاء يمكن التعامل معهم.
بوغدانوف: هل سليم إدريس شخصية مهمة؟
السفير: هو عقيد ولكن هم رفعوه إلى عميد حتى يحصل على منصب.
بوغدانوف: هل هو شخصية معروفة.
السفير: أبدا.
نائب الوزير: لدينا معلومات عنه سأرسلها لكم.
بوغدانوف: لدينا إشارات أنه يرغب في التفاوض.
نائب الوزير: يجب أن يعلن ذلك وأن يتخلى عن العنف، لن يكون هناك حوار مع من وضع يده مع الإسرائيلي.
بوغدانوف: لكن سوريا اتصلت مع الإسرائيليين في تركيا.
نائب الوزير: كيف نحاور من طلب شن الغارات الإسرائيلية على بلاده! اليوم ضربنا عربة إسرائيلية تجاوزت خط الفصل، ونعتقد أن دور الأمم المتحدة في هذا المجال خطير جدا، فمثلا عندما دخلت عدة عناصر من جيشنا إلى منطقة الفصل أقامت الأمم المتحدة الدنيا علينا، لكن عندما يوجد المسلحون لا تشير إلى ذلك إطلاقا.
بوغدانوف: هذه سياسة ازدواجية المواقف.
نائب الوزير: أريد أن أؤكد باسم الحكومة السورية أن ثقتها بالأصدقاء الروس لا يمكن أن تهتز وأننا واثقون أنكم لن تسمحوا بأن يمر شيء يسيء إلى سوريا في المؤتمر، وعندما نقرر المشاركة سننسق معكم أثناء المؤتمر وبعد انعقاد المؤتمر. لدينا تساؤل عن الترتيبات اللوجستية للمؤتمر، من سيتحدث؟ وهل هناك حق رد؟
بوغدانوف: أقترح الانتقال إلى مأدبة الغداء ونكمل نقاشنا هناك.
(بعد الانتقال إلى مأدبة الغداء)
نائب الوزير: كنا نتحدث عن الترتيبات اللوجستية للمؤتمر فهل تم تحديد شيء في هذا المجال؟
بوغدانوف: ليس بعد. أريد أن أسألك عن الوضع الحالي فيما يخص مخيم اليرموك.
نائب الوزير: أقترح أن ننتهي من تساؤلاتنا حول المؤتمر حيث بقي لدينا نحو أربعة أسئلة ومن ثم نعود إلى موضوع مخيم اليرموك.
بوغدانوف: نحن ننتظر تقريرا من الأميركيين حول موافقة المعارضة على المؤتمر دون شروط لأن وضع الشروط يعني استمرار القتال وتدمير البلاد.
نائب الوزير: كما ذكرنا أمس في لقائنا مع الوزير لافروف فإن الهدف الأساسي للمؤتمر هو وقف العنف ولهذا يجب أن يكون هو البند الأول على جدول الأعمال ليستطيع السوريون مناقشة كل الأمور، هذا ما نريد التأكيد عليه عند التعامل مع جدول أعمال المؤتمر الدولي.
بوغدانوف: هذا الموقف جيد ولكن يبدو أن الوضع لن يسمح بالتطبيق على الأرض بهذه البساطة لأنه حتى أثناء زيارة كيري لموسكو جرى الحديث عن مؤتمر وحوار سوري دون الرئيس الأسد لكن الوزير لافروف أصر على عدم وضع شروط، وعندما سألوه ماذا عن مصير الرئيس الأسد أجاب بأن البيان الختامي لجنيف لم يشر إلى ذلك ويجب ألا نضع الشروط. سأل روبرت فورد كيف نستطيع أن نقنع المعارضة بأن تجلس مع النظام دون وضوح حول وضع الرئيس الأسد، لأن الحرب الآن مستمرة من أجل هذا الهدف. رفض الوزير لافروف هذا الكلام وقال هذا شأنكم أنتم وما دمتم قلتم إنكم ستعملون مع المعارضة من أجل الحوار السوري السوري فيجب ألا تسألونا فنحن لا نريد أن نورط أنفسنا بالحديث عن مصير الأسد. هذا مهم لأنه حتى الإبراهيمي عندما تحدث عن مسارات أمنية قال يجب أولا الحديث عن المسار السياسي والانتخابات ومشاركة المعارضة في الحياة السياسية. زارنا أكثر من وفد من المعارضة وفي إحدى المرات جاء برهان غليون وعبد الباسط سيدا ودار حديث طويل عريض عن خلفية الأحداث وبدايتها في درعا وكيفية تعامل السلطات السورية معها. قالا لنا إنكم لا تفهمون ماذا يجري في سوريا، ما يحدث فيها هو ثورة شعبية ضد النظام، فأجبتهما إن كان كذلك الأمر فقد حصلت عندنا ثورة في عام 1917 ولكن لم نلجأ إلى مجلس الأمن لأنه لا يوجد شيء في ميثاق الأمم المتحدة يتحدث عن الثورات الشعبية، وأنتم أحرار في ثورتكم، فنحن عندما حصلت ثورتنا في عام 1917 لم نطلب المساعدة من السعودية وقطر.
نائب الوزير: هذا يعني أنهم لا يدركون ما الذي يحدث حقيقة في سوريا، نحن نقدر عاليا هذا الموقف القيم للاتحاد الروسي، إن قيمة الموقف الروسي هو أنه موقف مبدئي فهو لا يتحدث عن مصالح واستثمارات. لذلك عندما يقول هؤلاء إن السبب فيما يجري هو هذا المسؤول وذاك الشخص فإنهم حقيقة لا يعرفون ما يجري في سوريا لدرجة أنهم كذبوا وصدقوا كذبهم، فالوزير لافروف قال إن الرئيس أوباما أسَرَ نفسه في مقولة التنحي وعدم شرعية الرئيس الأسد ولا يعرف كيف يخرج منها. المهم أن يستمر هذا التنسيق والفهم فيما بيننا. عندما ذهبت إلى باكستان مؤخرا استقبلني الرئيس الباكستاني في منزله في كراتشي وأكد لي أن باكستان لن تؤيد أي قرار ضد سوريا، لكن في نهاية المطاف صوتت باكستان لصالح القرار القطري وكأن الرئيس الباكستاني لم يقل لي كلمة واحدة. هذه هي القيادات التي أتحدث عنها بأنها خاضعة للهيمنة الأميركية والابتزاز من أصحاب الأموال. سؤالي التالي هل هناك أوراق عمل ستطرح من الأطراف في المؤتمر؟
بوغدانوف: لا توجد معلومات حول ذلك بعد. نحن نفكر مثلا أن نضع في نص الدعوة إلى المؤتمر التي سيوجهها الأمين العام نصا قصيرا حول أهداف المؤتمر ليكون واضحا للمشاركين فيه حول ماذا سيجتمعون، بحيث يكون النص فقرة أو فقرتين من بيان جنيف كما هو دون إضافات، وهذا يعني أن بيان جنيف هو الوثيقة الوحيدة كأساس سياسي للمؤتمر، بمعنى أن الهدف من المؤتمر الاتفاق على تفاصيل تنفيذ بيان جنيف.
مستشار الوزير: مؤتمر جنيف استند إلى خطة كوفي أنان ذات النقاط الست وقرارات مجلس الأمن وهذه كلها استندت إلى وقف العنف وبدء الحوار وإذا كنتم تفكرون في هدف للمؤتمر فهذا هو الهدف. وما أريد أن أقوله إنكم تأخذون مؤتمر مدريد لعام 1991 كنموذج لأنه كان برعاية روسيا والولايات المتحدة مع الفارق بين الوضع قبل مؤتمر مدريد والوضع الحالي الآن، وأيضا في مؤتمر مدريد كان التفاوض يجري بين الجانبين وما يجري الاتفاق عليه يجري إعلام الراعيين به، وكان هناك طرفان يتحاوران فقط، وتذكرون أنه بعد 6 جولات من المباحثات لم نتوصل إلى شيء.
بوغدانوف: أنا كنت في مؤتمر مدريد وكنت معنيا بالمسار السوري الإسرائيلي بشكل خاص، كان هناك مراقبان من قبل الراعيين في كل مسار، وكنا كل مساء نتابع ونسأل عن مجريات المفاوضات. ربما يحدث شيء مماثل في المؤتمر الدولي بجنيف.
مستشار الوزير: ليس الحاضرون في الاجتماع وإنما السوريون فيما بينهم، حتى الضمانات المكتوبة التي أعطيت للمتفاوضين في مدريد كانت متناقضة فيما بينها.
نائب الوزير: ما النتائج المتوقعة من المؤتمر؟ هل هو بيان جديد غير بيان جنيف؟
بوغدانوف: ما زال مبكرا وسابقا لأوانه الحديث عن ذلك.
نائب الوزير: المهم أن نبقى على اتصال وتواصل حول هذا الأمر.
بوغدانوف: الظرف يتطلب أن نكون على اتصال دائم فكل يوم هناك تطورات.
نائب الوزير: يبدو أن لديكم ثقة بجون كيري.
بوغدانوف: إلى حدّ ما، وعندما تفاهمنا معه اتصل من هنا بالرئيس أوباما وحصل على موافقته على البيان المشترك. نعتقد أن الفريق الجديد كيري وهاغل وأوباما يتفهمون الواقع على الرغم من أن أهدافهم لم تتغير إلا أن أسلوب التواصل أصبح أكثر مهارة.
نائب الوزير: ما هدفهم؟
بوغدانوف: تغيير النظام بأسلوب أكثر حنكة.
نائب الوزير: هذا لن يوصل التفاهم الروسي الأميركي إلى مكان.
بوغدانوف: التغيير قد يكون من سيئ إلى أسوأ لهذا يجب أن تفكروا في المستقبل وأن تحققوا الحياة المريحة لكل السوريين، المعركة هي سياسية ودبلوماسية من أجل أن تكون سوريا الجديدة أكثر حرية وديمقراطية، والرئيس الأسد يقول دائما إن هذا هو هدفه من التغيير. يجب أن نركز على هذا الهدف والرئيس الأسد يريد التغيير لإرضاء جميع السوريين.
نائب الوزير: المهم أن يجري ذلك بمشاركة السوريين وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي وأن تكون صناديق الاقتراع هي من تحدد مستقبل سوريا.
بوغدانوف: إن نقطة الانتخابات أساسية وهم يصرون أيضا عليها، لأنها الوسيلة الوحيدة ليعبر الشعب السوري عما يريد. فيما يخص انتخابات البرلمان والاستفتاء على الدستور يجب أن تؤدي هذه الانتخابات إلى نتائج يقبلها الجميع إن جرت في ظرف مناسب.
نائب الوزير: هذا الظرف يحدده السوريون أنفسهم.
بوغدانوف: هذا الكلام موجود في بيان جنيف والبيان المشترك الروسي الأميركي حيث يجب أن يكون هناك توافق آراء لا غالب ولا مغلوب.
نائب الوزير: فيما يخص الفلسطينيين والعلاقات السورية الفلسطينية، أعتقد أن هذه العلاقات تتقدم بشكل جيد، فالقيادة الفلسطينية تعي أن آخر موقع يمكّن الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم هو سوريا، وتقول إنه إذا انتهت سوريا لن تجد من يترحم على الفلسطينيين من العرب. كما ترون فإن العرب يتآمرون على الفلسطينيين والدليل هو آخر اجتماع لهم في واشنطن حيث قدموا تنازلات دون أي مبرر. زارنا مؤخرا وفد من رام الله وكانت نتائج الزيارة إيجابية وبدأنا نشهد مسيرات دعم للرئيس الأسد في الأراضي الفلسطينية. الآن هناك مشكلات في المخيمات في سوريا، وعندما زارنا وفد منظمة التحرير قبل عدة أشهر كنا نقول له إنه يجب ألا يُزج بالفلسطينيين فيما يجري بسوريا. واتصل الرئيس عباس بنا وكنا متفقين على عدم زج الإخوة الفلسطينيين فيما يجري. لكننا نفاجأ بدخول عناصر جبهة النصرة إلى مخيم اليرموك بذريعة أن من حقهم الوجود على أي شبر من الأرض السورية وطبعا نحن لسنا موجودين عسكريا داخل المخيم. وبعد أن دخل المسلحون إلى المخيم مارسوا القتل والتخريب وتخيلوا أنهم سيحتلون دمشق من خلال المخيم، إن كان سبب هجومهم على مخيم اليرموك ارتباطه بالعاصمة دمشق فلماذا إذن هاجموا كافة المخيمات الفلسطينية في المحافظات السورية الأخرى. لن أتحدث عن بعض الأخطاء المرتكبة من قبل بعض الفلسطينيين في المخيمات، سقط المخيم وبدأنا نسمع عن مشاركة حماس في القتال وعن وجود فلسطينيين من حماس وغيرها في جبهة النصرة تقاتل في صفوفها. قلنا للفصائل الفلسطينية وعددها 14 فصيلا اجتمعوا واتفقوا على الطريقة التي يمكننا أن نساعدكم بها لاستعادة المخيم، وأكدنا لهم أننا لن نهاجم المخيم حفاظا على أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم. من الواضح أن هناك تركيزا على هذه المخيمات، وظهرت على أثر ذلك المشكلة الإنسانية وقلنا للأونروا سنقدم المساعدة إلى كل المخيمات في المحافظات السورية. لدينا معلومات أن قطر تضغط على أبو مازن لزج الفلسطينيين في القتال لكنه رفض التجاوب مع ذلك، وحبذا لو كان هناك إمكانية للضغط من قبلكم ليس على قطر والسعودية فقط بل على الدول الغربية أيضا في موضوع المخيمات. جاءني فيليبو غراندي منذ أيام وأكدت له على هذا الأمر، وحدثت مضايقات على أبواب المخيم عند التفتيش لذلك اتفقنا مع الإخوة الفلسطينيين على تشكيل لجان مشتركة من الجانب السوري والفصائل الفلسطينية لتتعامل مع الفلسطينيين الداخلين والخارجين من المخيم.
بوغدانوف: أشكركم على الإجابة.
فيرشينن: أشكركم على المعلومات القيمة، أنا متوجه إلى إسرائيل وفلسطين يوم الأحد وسألتقي مع الرئيس أبو مازن وصائب عريقات وفياض، لذلك فإن هذه المعلومات التي تفضلتم بها مفيدة جدا لي في هذه الزيارة، هذا أولا. أما ثانيا فإنه من المعروف من الناحية الإنسانية أن روسيا تقدم المساعدات للسوريين في الأردن ولبنان، وقد طلب الفلسطينيون في دمشق مؤخرا تقديم المساعدة الروسية للفلسطينيين في سوريا. نريد نصائحكم في حال كان هناك قرار لتقديم المساعدة لهم.
نائب الوزير: إننا مستعدون لذلك. لقد استقبلنا قافلة مساعدات من رام الله مؤلفة من 14 سيارة مليئة بالمواد الغذائية، على أي حال نرحب بالدعم الإنساني الروسي للأشقاء الفلسطينيين.
فيرشينن: سألتقي مع الإسرائيليين خلال زيارتي، هل تريدون أن أنقل أي رسائل إلى الطرف الإسرائيلي.
نائب الوزير: لا توجد رسائل من جانبنا للإسرائيليين، وبعد العدوان على جمرايا وقبلها على مطار دمشق الذي لم نعلن عنه في البداية وقد أعلنوا عن ذلك بأنفسهم، وعلى الرغم من أن العدوان الثاني كان مدمرا فإنه لم يحقق أهدافه فلم تكن هناك أسلحة لحزب الله كما ادعوا، إن هذا يدل على ارتباط المسلحين مع الإسرائيليين، ومن الواضح أن هذه الاعتداءات تترافق مع الإنجازات التي يحققها الجيش نحو دمشق وحمص ودرعا ميدانيا. وكما تعلمون فهناك اتصالات وتنسيق بين المعارضة وإسرائيل وهناك اجتماعات تعقدها المعارضة السورية مع الموساد الإسرائيلي.
بوغدانوف: حضرت جزءا من لقاء نتنياهو مع الرئيس بوتين وكان يرافقه رئيس الاستخبارات الذي قال إنه أصبح لديهم في سوريا جواسيس موثوقون وإن الإسرائيليين يعرفون ما يجري في سوريا بشكل كامل.
نائب الوزير: إن رسالتنا إليهم هي أننا لن نسكت على أي عدوان جديد، وفي المرة المقبلة إن ضربوا صاروخا فسنضرب عدة صواريخ، لن نسمح لهم باستغلال أوضاعنا وسنزود حزب الله بالأسلحة النوعية التي يحتاجها.
فيرشينن: يؤكد الإسرائيليون أنهم لا يريدون التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
نائب الوزير: يشنون الغارات علينا ويقولون ذلك، إن ما قاموا به أكثر من تدخل وأكبر من انتهاك.
بوغدانوف: هم يقولون ذلك، وطلبوا نقل هذه الرسالة بأنهم لن يتدخلوا في الشأن السوري مع طرف ضد طرف آخر وأنهم يراقبون عن بعد. وعندما سألناهم لماذا تضربون سوريا أجابوا أنهم يضربون حزب الله، فسألناهم لماذا لا تضربونه في لبنان، فأجابوا بأن لديهم معلومات عن حزب الله في سوريا أكثر مما لديهم عنه في لبنان.
فيرشينن: من الواضح في البيان الختامي لما يسمى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عُقد في عمان أنه تم التركيز على مشاركة عناصر من حزب الله في المواجهة في سوريا.
نائب الوزير: هم الذين دفعوا حزب الله أن يزج نفسه من خلال اعتداءات المتطرفين اللبنانيين في شمال لبنان على الحدود السورية وعلى اللبنانيين في القرى السورية واللبنانية.
بوغدانوف: كان لي لقاء في بيروت مع الشيخ محمد رعد والسيد حسن نصر الله حيث اجتمعت مع الأخير في منتصف الليل واستمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة فجرا، قال لي إن الأصدقاء في سوريا هم الذين يحتاجون للسلاح الآن، وتستطيعون أن تنقلوا للإسرائيليين أن أهدأ مكان في الدنيا هو على الحدود اللبنانية الجنوبية لأن كل اهتمامنا منصب على ما يجري في سوريا، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة. أدركت أن هذا لمصلحة إسرائيل لأن اهتمام حزب الله تحول إلى سوريا بدلا من إسرائيل فقط وأنه أصبحت موارد حزب الله تستنزف في معارك سوريا.
نائب الوزير: المشكلة أكبر من ذلك، فمن يحارب سوريا جاء بالإرهابيين من كل أنحاء العالم لسفك الدم السوري. يقتلون السوري بالمال ... ويأتون بالإرهابيين من كل بقاع العالم لذلك لا يحق لهؤلاء الحديث عن إيران وحزب الله في هذا السياق.
بوغدانوف: لا أعرف نوايا قطر والسعودية، ورأيي الشخصي أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان معادلة لا غالب ولا مغلوب لاستنزاف الطرفين ومواصلة الحرب حتى اللانهاية.
نائب الوزير: لذلك نقول يجب التركيز في المؤتمر على وقف العنف.
بوغدانوف: بالضبط يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لبدء المؤتمر، ونأمل أن تتطور الأمور بالاتجاه المطلوب. ما رؤيتكم للعنصر الكردي في سوريا؟
نائب الوزير: تحدث السيد الرئيس عن ذلك في لقاءاته الصحافية مؤخرا وقال إنهم جزء من الشعب السوري ونكره الحديث في سوريا عن كردي وعربي وأرمني كلهم سوريون. يقف أغلبية الأكراد مع وطنهم في سوريا لكن دخل العامل التركي في المسألة، إن كراهية الأكراد هي بالأصل نحو تركيا، ولا يحق لأكراد العراق وتركيا التدخل في هذه المسألة. إردوغان رجل مهووس بالكراهية ضد سوريا وفي النهاية هو من الإخوان المسلمين وكان يطلب من السيد الرئيس إدخال الإخوان المسلمين في الحكومة، والسيد الرئيس أجابه بأن هذا غير ممكن لأن سوريا بلد علماني.
بوغدانوف: هذا معروف، لكن على خلفية الربيع العربي وصل الإخوان إلى السلطة في معظم الدول العربية وهم يتحدثون عن النموذج التركي، حتى أنتم استفدتم من تركيا في إجراء المحادثات مع إسرائيل.
نائب الوزير: هذا يدل على أننا كنا صادقين في عملية إحلال السلام في المنطقة. فهل تُعد سوريا مخطئة عندما تسعى إلى هذا الهدف.
بوغدانوف: كنا نتمنى أن تستفيدوا من الوساطة الروسية وليس التركية. إن كلامكم عن الأكراد ووطنيتهم شيء جميل لكن يبدو أن الأمور تغيرت بشكل جذري.
نائب الوزير: لقد رحبنا دائما بالدور الروسي. إن عمر أوسي وهو من القيادات الكردية السورية وكان مرافق عبد الله أوجلان، يقول إنه يوجد نحو 14 حزبا كرديا وكل حزب من هذه الأحزاب لديه نحو الخمسين مناصرا أو أقل.
بوغدانوف: أنتم أدرى منا بالحقائق والوقائع لكن لدي انطباع بأن بعض المناطق أصبحت تحت سيطرة الأكراد.
نائب الوزير: نحن سمحنا لهم بذلك.
بوغدانوف: هم يسيطرون على الأرض ومنظماتهم تزداد قوة سياسيا وعسكريا، يحتجون بأنهم يدافعون عن أنفسهم من المعارضة ومن النظام عندما يقوم بتجاوزات بحقهم. كان لدي لقاءات في كردستان العراق وجاءني أكراد سوريون وجرى بيننا حديث طويل عن الأكراد في سوريا، قالوا إن لديهم مشكلة من سياسة حزب البعث في سوريا فهي مبنية على القومية العربية وكونهم ليسوا عربا فإنه ينظر إليهم كمواطنين درجة ثانية، وهم دائما يتطلعون للحصول على حقوقهم القومية وقد كانت الكثير من الأمور ممنوعة عليهم من قبل سلطات الحزب لذلك لديهم استياء من حزب البعث. في العراق الوضع أفضل، قالوا لي أنت روسي وتجلس الآن في فندق في أربيل عاصمة الإقليم الذي لديه رئيس وبرلمان وحكم ذاتي، نحن نريد نفس الوضع في سوريا، إن الأكثرية في مناطقنا في سوريا من الأكراد، فهل ستؤيدون هذا التوجه في سوريا؟ أجبتهم: إنكم تتوجهون بالسؤال إلى عنوان مختلف، نحن نجلس معكم في عاصمة إقليمكم وأيدنا هذا النموذج لأنه مسجل في دستور العراق، وإذا اتفقتم مع العرب السوريين على نموذج مماثل في الدستور فهذا شأنكم، لأن ذلك يعتمد على اتفاق بين السوريين.
نائب الوزير: هذه معلومات هامة وأعتقد أن القيادة على علم بهذا التفكير، أؤكد أن التداخل في شمال سوريا بين الأكراد والعرب مختلف عما عليه الحال في العراق، والسيد الرئيس كان قد أصدر في بداية الأزمة مرسوما بتجنيس كل الأكراد الذين لم يشملهم التجنيس في عام 1961 على الرغم من أن هؤلاء الأكراد كانوا قد جاءوا نتيجة القمع الذي مورس عليهم في العراق وتركيا.
بوغدانوف: انطباعي أن كل هذه الخطوات سليمة لكن تأخر إجراؤها قليلا.
نائب الوزير: قد يكون ذلك صحيحا، لكن هذا يرتبط بظرف تاريخي معين، هناك أكراد في حزب البعث وأرمن، فنحن كتلة واحدة لا نتعامل بعنصرية فيما بيننا.
بوغدانوف: كنت قد التقيت رياض الشقفة وشرح لي أنه هرب من حماه في عام 1981 إلى بغداد وهناك التقى مع أمين الحافظ.
نائب الوزير: بعد سقوط بغداد عاد أمين الحافظ إلى حلب وتوفي هناك.
بوغدانوف: قال له الشقفة أنت كنت رئيسا للجمهورية عندما بدأت مشكلات حماه في عام 1964 والآن نحن في غرفة واحدة في بغداد.
هناك مسألة إضافية أنه على الرغم من المصاعب التي تمرون بها فإنه لدينا شركات تريد أن تستثمر في سوريا، ولدينا أصدقاء مشتركون من رجال الأعمال طلبوا مني أن أنقل لكم وللزملاء في الحكومة بعض المعلومات عن نشاطاتهم وإن كان هناك مجال لدعمهم فهم مستعدون لزيارة سوريا.
نائب الوزير: سنعير هذا الجانب أهمية قصوى. وبالمناسبة ما زال العرض السوري للاستثمار في النفط والغاز على الساحل السوري قائما.
بوغدانوف: بالنسبة للمطرانين المختطفين، هل هناك أي أخبار عنهما؟ لأن أحد رجال الكنيسة لدينا قال إن هناك معلومات بأنهما ما زالا على قيد الحياة.
نائب الوزير: صحيح، وهما موجودان على الحدود السورية التركية، والاتصالات مع الخاطفين صعبة لأنهم من جبهة النصرة، ولا نريد أن تظهر أي معلومات على الإعلام حتى لا تتعقد الأمور. أشكركم على حسن الاستقبال.
بوغدانوف: أهلا وسهلا بكم وسنبقى على اتصال دائم حول كافة القضايا.



تنسيق مصري - أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح»

السيسي يلتقي الخصاونة في القاهرة الخميس (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي الخصاونة في القاهرة الخميس (الرئاسة المصرية)
TT

تنسيق مصري - أردني بوجه ترتيبات إسرائيلية في «رفح»

السيسي يلتقي الخصاونة في القاهرة الخميس (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي الخصاونة في القاهرة الخميس (الرئاسة المصرية)

زيارة في سياق معقد أجراها بشر الخصاونة، رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني، إلى مصر، حملت في طياتها «خطوات لتحرك وتنسيق أكبر» في وجه ترتيبات إسرائيل بـ«رفح»، بعد سيطرة قواتها على المعبر من الجانب الفلسطيني.

وهيمنت تطورات الحرب في غزة، على لقاء الخصاونة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط «رفض مشترك للعملية الإسرائيلية في رفح وتعطيل معبر رفح»، وفق ما أفاد به بيان للرئاسة المصرية عقب اللقاء.

وبحسب البيان المصري، جرى التأكيد على «الرفض الكامل والتحذير من الآثار الإنسانية الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وتُعطّل المنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية». كما ناشد المجتمع الدولي لـ«الاضطلاع بمسؤولياته للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، والمضي قدماً في إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وحمل الخصاونة رسالة شفوية من ملك الأردن عبد الله الثاني، للرئيس المصري، بشأن الجهود المشتركة في ملف غزة ورفض تهجير الفلسطينيين، وفق ما ذكره رئيس الوزراء الأردني بمؤتمر صحافي مع نظيره المصري مصطفى مدبولي.

وكانت العملية الإسرائيلية الأخيرة في رفح الفلسطينية، محل رفض مصري أردني خلال اللقاء، كما ذكر الخصاونة، الذي دعا العالم لتحمل مسؤوليته إزاء تلك العملية. وأسفرت الزيارة عن تجديد الرفض المصري الأردني لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة، كما ذكر مدبولي.

وينطوي التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح وإغلاق المعبر على «تحديات أمنية جديدة في المنطقة»، وفق عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، مجدي عاشور، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة «فرصة لتبادل وجهات النظر بين الأردن ومصر حول كيفية التعامل مع هذا التصعيد وتأثيره على الاستقرار الإقليمي».

وتوقع عاشور أن تحمل الزيارة «تحركا دبلوماسياً مصرياً أردنياً بصورة أكبر ضد الخرق الكبير»، مضيفاً أن «الحديث عن ترتيبات إسرائيلية جديدة أمر مرفوض، وكل السيناريوهات مطروحة للرد المصري وبالتأكيد في ظل تنسيق أردني».

مصر والأردن ترفضان العملية الإسرائيلية في رفح وتعطيل المعبر (الرئاسة المصرية)

بدوره، قال المحلل السياسي الأردني منذر الحوارات لـ«الشرق الأوسط» إن «التنسيق الأردني المصري بدا من اليوم الأول فاعلاً ومؤثراً في اتجاه أساسي هو رفض تهجير الفلسطينيين، وكان له أثر على المجتمع الدولي، ولم يتحقق التهجير حتى الآن على الأرض».

وناضلت مصر والأردن في إدخال المساعدات الإنسانية، وفق الحوارات، بعد «تضييقات إسرائيلية، ونجحا في ذلك بجهود مشتركة مع المجتمع الدولي»، في إشارة لعمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية.

وتعكس زيارة الخصاونة إدراكاً مشتركاً لأهمية التنسيق بشكل أكبر، ومخطط إسرائيل وترتيباتها الأمنية بشأن فصل الضفة عن غزة، والسيطرة على القطاع، عبر بناء جدار عازل، وتنفيذ إجراءات أحادية مرفوضة عربياً ودولياً، على حد قول الحوارات.

من جهة أخرى، ناقشت الزيارة تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين، بهدف تحقيق المصالح المشتركة في تحقيق التنمية الشاملة، لا سيما في ضوء الانعقاد الجاري بالقاهرة للدورة الثانية والثلاثين من اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء الدولتين.


الحوثي يتبنّى مهاجمة 112 سفينة وتجنيد 296 ألف عنصر

حشد من أتباع الحوثيين خلال مظاهرة دعا إليها زعيمهم في صنعاء (أ.ف.ب)
حشد من أتباع الحوثيين خلال مظاهرة دعا إليها زعيمهم في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الحوثي يتبنّى مهاجمة 112 سفينة وتجنيد 296 ألف عنصر

حشد من أتباع الحوثيين خلال مظاهرة دعا إليها زعيمهم في صنعاء (أ.ف.ب)
حشد من أتباع الحوثيين خلال مظاهرة دعا إليها زعيمهم في صنعاء (أ.ف.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية في اليمن مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، بينما توعّد زعيمها عبد الملك الحوثي بمرحلة خامسة من التصعيد دون خطوط حمراء، وتبنى مهاجمة 112 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، وأعلنت الأسبوع الماضي توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

طائرة من دون طيار وهمية من صنّع الحوثيين معروضة في ساحة في صنعاء (إ.ب.أ)

وقال الحوثي في خطبة بثها تلفزيون «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، الخميس، إنه ليس أمام جماعته خطوط حمراء تحول دون تنفيذ الهجمات، التي قال إنها بلغت خلال شهر 25 عملية نفذت بـ71 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.

وفي حين تبنى زعيم الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 112 سفينة، قال إن العمليات التي نفذتها جماعته خلال هذا الأسبوع تمت بـ10 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرة مسيّرة.

وزعم أن لدى الجماعة خيارات استراتيجية حساسة ومهمة ومؤثرة، وأنها لا تكترث لكل التهديدات التي تلقتها ومستعدة لكل الاحتمالات.

وهدّد الحوثي باستهداف أي سفينة نقلت بضائع لموانئ إسرائيل، وقال إن المرحلة الرابعة من التصعيد التي كان أعلن عنها قبل أسبوع ستشمل استهداف أي سفن لأي شركة لها علاقة بالإمداد أو نقل بضائع لإسرائيل وإلى أي جهة ستتجه.

ومع تهديده بمرحلة خامسة من التصعيد، أقرّ بأن جماعته استغلت الحرب في غزة لمزيد من التعبئة والتجنيد، حيث بلغ عدد المتدربين في التعبئة والتأهيل العسكري 296 ألفاً داعياً إلى المزيد.

المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يردد الصرخة الخمينية خلال تجمّع في صنعاء (إ.ب.أ)

خطبة الحوثي، جاءت بعد ساعات من تبني المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع مهاجمة ثلاث سفن بالطائرات المسيّرة والصواريخ، من بينهما سفينتان إسرائيليتان، الأولى «ديجو» في خليج عدن والثانية «جينا» في خليج عدن، زاعماً إصابتهما. كما تبنى مهاجمة السفينة «فيتوريا» مرتين، الأولى في المحيط الهندي والأخرى في البحر العربي.

وكان الجيش الأميركي أكد، الأربعاء، إطلاق الحوثيين 3 طائرات مسيرة وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن إلى خليج عدن، من دون أن تسبب الهجمات أي أضرار.

50 سفينة في البحر الأحمر

تأكيداً للأضرار الاقتصادية الناجمة عن تصعيد الحوثيين، قالت وكالة الأنباء الألمانية، إن الجماعة هاجمت أكثر من 50 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى نهاية أبريل (نيسان) الماضيين، وفقاً لبيانات شركة التأمين الصناعي «أليانز كوميرشال».

ووفقاً للشركة، انخفضت لذلك حركة المرور عبر قناة السويس الآن بشكل ملحوظ، ففي بداية العام تراجع عدد السفن التي عبرت القناة بنسبة 40 في المائة عما كانت عليه في أوقات الذروة.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

طلبة جامعيون في صنعاء يرفعون صورتين لزعيم الجماعة الحوثية ولمؤسسها شقيقه (أ.ف.ب)

وتشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي (أسبيدس) فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها، إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وتسبب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

وإذ بلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض نحو 450 غارة، اعترف زعيمهم الحوثي بمقتل 40 من عناصره وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.


جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية

توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية (الهلال الأحمر المصري)
توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية (الهلال الأحمر المصري)
TT

جدل مصري متصاعد بشأن التحركات العسكرية الإسرائيلية الحدودية

توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية (الهلال الأحمر المصري)
توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية (الهلال الأحمر المصري)

لم يهدأ الجدل المصري الدائر حول مصير اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل والصامدة منذ عام 1979. وذلك عقب التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في مدينة «رفح» الفلسطينية على الحدود المصرية، وسط تباين ردود الفعل حول كيفية التعامل مع السيطرة الإسرائيلية على معبر «رفح» من الجانب الفلسطيني.

وبينما دعا إعلاميون وسياسيون معارضون لإلغاء الاتفاقية وقطع العلاقات الدبلوماسية بإسرائيل، يؤمن آخرون بأهمية «ضبط النفس»، بوصف ما حدث - وإن كان «خروقات مدانة» - «لا يمس السيادة المصرية» على أراضيها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، تزامن ذلك مع أنباء عن تعزيزات عسكرية مصرية على الحدود؛ حيث قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات المسلحة المصرية نشرت قوات وآليات شرق وغرب معبر رفح في الجانب المصري».

وطالبت «الحركة المدنية الديمقراطية» التي تضم عدة أحزاب سياسية معارضة، بـ«إسقاط اتفاقية السلام، على خلفية ما وصفته بالانتهاك الإسرائيلي من جانب واحد للاتفاقية، مع طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية». كما دعا نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي في بيان (الأربعاء) إلى «قطع العلاقات وإلغاء الاتفاقية واعتبارها كأن لم تكن»، في وقت شهدت فيه منصات مواقع التواصل الاجتماعي سجالاً حول الموقف من الاتفاقية.

ورصدت الإعلامية المصرية قصواء الخلالي في برنامجها التلفزيوني ما قالت إنه «مطالب شعبية لإلغاء معاهدة السلام» مع المطالبة بـ«رد تاريخي».

لكن في المقابل، عارض آخرون دعوات «محاولة توريط الجيش المصري في حروب وصراعات»، مؤيدين التعامل الرسمي المصري مع الموقف.

وعدّ الإعلامي إبراهيم عيسى سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني «لم تمس الحدود المصرية ومن ثم ليست لنا علاقة»، مؤكداً أن مصر إن كان عليها فعل شيء فهو «الاستنكار والاحتجاج واللجوء إلى الأمم المتحدة».

وكانت مصر قد حذرت مطلع الأسبوع الحالي، في إفادة رسمية عن الخارجية، من مخاطر العملية العسكرية الإسرائيلية بمنطقة رفح الفلسطينية وما ينطوي على ذلك من «مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يوجدون في تلك المنطقة».

ويشيد البعض، ومن بينهم عضو مجلس النواب المصري محمود بدر، بالموقف المصري «الرافض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري على حساب سيناء».

عملية الاقتحام الإسرائيلي لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني ووجود قوات إسرائيلية هناك، التي وصفها المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان بأنها «مركزة ومحدودة»، يراها الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور كرم سعيد «تجاوزاً إسرائيلياً»، يستدعي التعامل بقدر شديد من «الحكمة والدبلوماسية».

وقال سعيد لـ«الشرق الأوسط»، رداً على دعوات شعبية لإلغاء اتفاقية السلام: «مثل هذه القرارات المصيرية والمهمة يجب ألا تتخذ بشكل سريع ومن دون دراسة كافية لجميع الأبعاد».

وهو الرأي الذي يدعمه المدير الأسبق للشؤون المعنوية، اللواء سمير فرج، الذي يشير لـ«الشرق الأوسط» إلى أن وجود قنوات التواصل الدبلوماسي مع الإسرائيليين أمر في غاية الأهمية من أجل تهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من التصعيد، مؤكداً أن قرار قطع العلاقات وسحب السفير يجب أن يكون في إطار أوسع، في موقف عربي جماعي من الدول التي ترتبط بعلاقات بتل أبيب.

ويشير سعيد إلى أن مصر لديها كثير من أوراق الضغط التي يمكن أن تستخدمها قبل الذهاب إلى قطع العلاقات وتجميد اتفاقية السلام، مشدداً على ضرورة عدم الذهاب لهذا الخيار بشكل أسرع ومن دون استنفاد المسارات الأخرى الموجودة بالفعل.

يشير مدير الشؤون المعنوية الأسبق إلى أن التحركات الإسرائيلية على الحدود بمثابة «مخالفة» لاتفاقية «السلام» وملحقها الأمني، وهو الأمر الذي يجري بحثه – وفق الاتفاقية - من خلال اللجنة العسكرية الثلاثية بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، وهو إجراء لا يستوجب إلغاء الاتفاقية، مؤكداً أن الفترة التي تصدت فيها القوات المسلحة بسيناء للإرهابيين تضمنت مخالفات من الجانب المصري.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد لشبكة «سي إن إن» الأميركية (الخميس)، أن «إسرائيل لم تتجاوز بعد الخط الأحمر في رفح، المتمثل في دخول المناطق المكتظة بالسكان، حتى لو تسببت أفعالها في توترات بالمنطقة»، مؤكداً حرصه «على العلاقات بمصر».

ويؤكد الخبير بمركز الأهرام إدراك الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح للخطوط الحمراء التي لن يسمح بتجاوزها، مشدداً على أن التداعيات «المؤلمة» لتجاوز هذه الخطوط لن تكون من مصر فقط ولكن من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً.


رئيس وزراء بريطانيا يدعو قيادات الجامعات لحماية الطلاب اليهود

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (في الوسط) يترأس اجتماعاً مع نواب رؤساء الجامعات الرائدة في البلاد وممثلي اتحاد الطلاب اليهود في داونينغ ستريت، لمناقشة الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية في الحرم الجامعي وحماية الطلاب اليهود، لندن 9 مايو 2024 (د.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (في الوسط) يترأس اجتماعاً مع نواب رؤساء الجامعات الرائدة في البلاد وممثلي اتحاد الطلاب اليهود في داونينغ ستريت، لمناقشة الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية في الحرم الجامعي وحماية الطلاب اليهود، لندن 9 مايو 2024 (د.ب.أ)
TT

رئيس وزراء بريطانيا يدعو قيادات الجامعات لحماية الطلاب اليهود

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (في الوسط) يترأس اجتماعاً مع نواب رؤساء الجامعات الرائدة في البلاد وممثلي اتحاد الطلاب اليهود في داونينغ ستريت، لمناقشة الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية في الحرم الجامعي وحماية الطلاب اليهود، لندن 9 مايو 2024 (د.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (في الوسط) يترأس اجتماعاً مع نواب رؤساء الجامعات الرائدة في البلاد وممثلي اتحاد الطلاب اليهود في داونينغ ستريت، لمناقشة الجهود المبذولة لمعالجة معاداة السامية في الحرم الجامعي وحماية الطلاب اليهود، لندن 9 مايو 2024 (د.ب.أ)

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك رؤساء الجامعات، اليوم (الخميس)، إلى حماية الطلاب اليهود مما وصفه بالمضايقات والإساءات المعادية للسامية من أقلية صاخبة في الاحتجاجات داخل الجامعات.

وأقام الطلاب في بعض الجامعات البريطانية مخيمات صغيرة احتجاجا على سلوك إسرائيل في حربها ضد حركة «حماس»، لكنها لم تبلغ نفس الحجم الذي وصلت إليه الاضطرابات في بعض الجامعات الأميركية.

وقال المتحدث باسم سوناك إنه دعا رؤساء بعض من أشهر الجامعات البريطانية إلى مقر الحكومة في داونينغ ستريت وأخبرهم أنه يتعين عليهم اتباع نهج عدم التسامح مطلقا مع حوادث معاداة السامية وأي شكل آخر من أشكال التمييز.

ولم يصدر تعليق فوري من مسؤولي الجامعات في الاجتماع. وأعلن سوناك في مارس (آذار) عن خطط لمعالجة ما وصفه بالنشاط المتطرف في بريطانيا، لكن بعض السياسيين في حزبه حذروه من استغلال القضية في محاولة للحصول على مكاسب سياسية.

وقال المتحدث للصحافيين بعد الاجتماع إن رئيس الوزراء «دعا الجامعات إلى أن تظل معاقل للتسامح حيث يجري النقاش باحترام مع الآخرين ويشعر كل طالب فيها بالأمان».

ومضى المتحدث قائلا إن سوناك حضر إلى جانب وزراء التعليم والأمن والمجتمعات المحلية في النقاش الذي أُثيرت فيه مخاوف بشأن تسلل «محرضين من غير الطلاب» إلى الحرم الجامعي.

وفي العام الماضي، سجّل «صندوق أمن المجتمع»، وهو مؤسسة خيرية تقدم المشورة لليهود البريطانيين حول الموضوعات الأمنية، 182 حادثة من حوادث معاداة السامية كان الضحايا أو مرتكبو الحوادث فيها طلابا أو أكاديميين، أو وقعت بمشاركة اتحادات طلابية.

وقالت مجموعة «تِل ماما»، التي تراقب حوادث رهاب الإسلام والتي تدعم الضحايا، إنها رصدت أيضا زيادة في الحوادث ضد المسلمين في الجامعات.

وأدى الغزو الإسرائيلي لغزة إلى مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات في غزة، وتسبب في أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد سكان القطاع البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة.

وبدأت الحرب عندما هاجمت «حماس» إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وهناك نحو عشرة مخيمات طلابية في الجامعات البريطانية للاحتجاج على الحرب. وحذر اتحاد الطلاب اليهود، الذي يمثل الطلاب اليهود في بريطانيا، في الأسبوع الماضي، من أن هذه المخيمات تخلق «أجواء معادية ومسمومة».


هل أحيل لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» إلى التقاعد؟

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
TT

هل أحيل لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» إلى التقاعد؟

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)

أثار قرار شركة «أسترازينيكا»، سحب لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19» من جميع أنحاء العالم، بعد إنتاج أكثر من 3 مليارات جرعة منه تساؤلات حول دلالاته وتوقيته، خصوصاً أنه يأتي بعد نحو أسبوع من اعترافها رسمياً بأن اللقاح قد يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية.

وقالت الشركة في بيان، الثلاثاء، إن قرار سحب اللقاح «فاكسيفريا» تم اتخاذه لأن هناك الآن مجموعة متنوعة من اللقاحات الأحدث المتاحة التي تم تكييفها لاستهداف متغيرات «كوفيد - 19». وأدى ذلك لتراجع الطلب على هذا اللقاح الذي لم يعد يتم تصنيعه أو توفيره.

وذكرت الشركة أيضاً أنها ستشرع في سحب تراخيص تسويق اللقاح داخل أوروبا، بسبب «فائض اللقاحات المحدثة المتاحة» منذ تفشي الجائحة، مشيرة إلى أنها «فخورة جداً» بلقاحها، لكنها اتخذت قرارها بناءً على النواحي التجارية، وأن ظهور سلالات جديدة من الفيروس جعل الطلب ينتقل إلى النسخ المعدلة من اللقاح.

يقول الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» عضو «الجمعية العالمية للحساسية»، إن جميع لقاحات «كورونا»، بما فيها «فاكسيفريا»، كان لها دور كبير في إنهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية لجائحة «كورونا»، والحد من انتشار الطفرات الفيروسية.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاحات ساهمت في تقليل مضاعفات المرض وخفض تكاليف العلاج والوفيات».

ويعدّ بدران سحب لقاح «فاكسيفريا» بمثابة «إحالته إلى التقاعد»، نظراً لظهور لقاحات أخرى أكثر فعالية ضد المتحورات الجديدة، مثل لقاحَي «فايزر» و«موديرنا»، تمتاز بأعراض جانبية أقل.

ولفت إلى أن السلالات الحالية لفيروس «كورونا» أصبحت «وديعة» حالياً وأقل خطورة، مع تسجيل 534 إصابة ونحو 52 حالة وفاة يومياً عالمياً، بالمقارنة مع أكثر من 3 ملايين حالة إصابة، ونحو 15 ألف حالة وفاة يومياً في ذروة الوباء، وفقاً للإحصاءات العالمية للوباء.

وأضاف بدران أن ضغط الوباء آنذاك دفع العلماء لتطوير لقاحات في غضون 10 أشهر، رغم أن هذه العملية كانت تستغرق عادة نحو 10 سنوات.

وأكد أن الفوائد التي جناها العالم من لقاحات «كورونا»، بما في ذلك «أسترازينيكا»، تفوق أي مخاطر محتملة، حيث كانت هذه اللقاحات آمنة وفعالة بشكل عام، مع آثار جانبية نادرة ومعروفة.

وأوضح أن سحب اللقاح يأتي نتيجة لاقتراب انتهاء صلاحيته وعدم الحاجة إلى إنتاج المزيد منه، مشيراً إلى أن هذا الإجراء طبيعي ولا يشير إلى خطورة اللقاح، بل يعود لعدم الإقبال وعدم الحاجة لتصنيعه حالياً.

شركة «أسترازينيكا» قررت سحب لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19» من جميع أنحاء العالم (رويترز)

في حين أرجع الدكتور مايكل هيد، أستاذ الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون في إنجلترا، السبب الرئيسي المحتمل لسحب اللقاح إلى أن اللقاحات الأخرى لـ«كوفيد - 19»، مثل لقاحات «mRNA» من شركتي «فايزر» و«موديرنا»، كانت ببساطة منتجات أفضل.

وأوضح لشبكة «سي إن إن» أن لقاح أسترازينيكا كان جيداً جداً، لكن اللقاحات التي تستخدم تقنية «mRNA» لتحفيز الجهاز المناعي للجسم للتعرف على فيروس «كورونا» ومحاربته تُعدّ الأفضل بسبب فعاليتها الأعلى وقدرتها على التكيُّف بسهولة مع أحدث سلالات فيروس «كورونا». لذا، أصبحت هذه اللقاحات جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات طويلة الأمد لمعظم الدول لمكافحة الجائحة.

في حين رأى البروفسور آدم فين، من جامعة بريستول أن لقاح «أسترازينيكا» كان مفعوله حاسماً خلال الجائحة؛ فهو الذي أخرجنا مع لقاح «فايزر» من الكارثة التي كانت تحيق بنا. لكنه أضاف لشبكة «بي بي سي» البريطانية أن «سمعة اللقاح اهتزَّت بعد ظهور حالات نادرة من الجلطات الدموية، نتيجة استعماله، فاختارت الحكومة البريطانية بدائل عنه. وأعتقد أن سحب اللقاح يعني أنه لم يعد مفيداً».

ووافقته الرأي رئيسة قسم الأوبئة في جامعة ديكين بأستراليا، البروفسورة كاثرين بينيت، مضيفة أن هذا اللقاح لعب دوراً حاسماً في مكافحة الفيروس، خصوصاً في الأيام الأولى من الوباء عندما كانت اللقاحات المتاحة محدودة.

وأوضحت لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «كان اللقاح جزءاً مهماً جداً من الاستجابة العالمية الأولية. ومع ذلك، كان يستهدف النسخ الأصلية من الفيروس، لكننا تحولنا الآن إلى مجموعة من اللقاحات التي تتوفر فيها منتجات تتعقب السلالات الجديدة التي تظهر».

وأشارت إلى أن هناك تغييراً أيضاً في حسابات المخاطر، بالنظر إلى أن السكان أصبحوا أكثر حماية، ورغم أن «كوفيد» لا يزال يسبب وفيات، فإننا بشكل عام أصبحنا أقل عرضة للمرض.


منظمة إغاثية تشعر بخيبة أمل لضعف استجابة المانحين لليمن

تناقص في التمويل مع تراجع الاهتمام العالمي بأزمة اليمن (الأمم المتحدة)
تناقص في التمويل مع تراجع الاهتمام العالمي بأزمة اليمن (الأمم المتحدة)
TT

منظمة إغاثية تشعر بخيبة أمل لضعف استجابة المانحين لليمن

تناقص في التمويل مع تراجع الاهتمام العالمي بأزمة اليمن (الأمم المتحدة)
تناقص في التمويل مع تراجع الاهتمام العالمي بأزمة اليمن (الأمم المتحدة)

بالتزامن وتأكيد منظمات إغاثية دولية أن نحو 90 في المائة من الأسر اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين لم تتسلم أي مساعدات منذ بداية العام الحالي، تسود حالة من خيبة الأمل من نتائج الاجتماع رفيع المستوى لكبار المسؤولين الإنسانيين في بروكسل، حيث جمع هذا اللقاء أقل من مليار دولار في حين تحتاج خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن إلى 2.7 مليار دولار.

هذا الشعور بالخيبة عبر عنه المجلس النرويجي للاجئين، الذي قال إن المانحين فشلوا في تقديم الدعم الكافي لما يصفه اليمنيون بـ«الكفاح اليومي من أجل البقاء»، حيث أعلن الاجتماع عما يزيد قليلاً على 735 مليون دولار للاستجابة الإنسانية من أصل 2.7 مليار دولار.

اجتماع المانحين من أجل اليمن جمع ربع المبلغ المطلوب للاستجابة الإنسانية هذا العام (الأمم المتحدة)

ووصفت رئيسة قسم المناصرة في المجلس النرويجي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ سماح حديد، الاجتماع بأنه «فرصة ضائعة للمجتمع الدولي» لاتخاذ خطوات هادفة نحو انتشال اليمنيين من حافة الجوع الشديد والمرض، كما أنه أرسل إشارة سيئة مفادها أن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية لا تزال مهملة من قِبل الدول المانحة، ولن تتلقى الدعم الذي تحتاج إليه بشكل عاجل.

وعبّرت حديد عن شعورها بخيبة الأمل؛ لأن «كل الخطابات الإيجابية لم تكن مدعومة بمستويات كافية من التمويل لبرامج المساعدات، ورأت أن ذلك سيترك الملايين دون مساعدة، وأن الأشخاص اليائسين سيواجهون قرارات لا يمكن تصورها للصمود دون دعم حيوي، وستخلق أزمات النزوح والصراع والمرض والجوع المتقاطعة دورة مدمرة من المعاناة».

وذكر المجلس النرويجي أن عديداً من الأسر اليمنية غرقت خلال الأشهر الأخيرة في حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد وسط تقلص المساعدات الغذائية وموارد التمويل؛ الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة لتأمين التمويل الكافي ومنع سيناريوهات المجاعة الكارثية في هذا البلد.

وحث المجلس المجتمع الدولي على تكثيف وزيادة التمويل الذي يلبي الاحتياجات اليومية واستئناف برامج المساعدات الغذائية في جميع أنحاء البلاد وتوسيع نطاق الدعم المستهدف لبرامج الأمن الغذائي والتغذية والمياه.

نقص الغذاء

يؤكد المجلس النرويجي للاجئين في تقرير آخر، أن نحو 17.6 مليون يمني يفتقرون إلى إمكانية الوصول المنتظم إلى الطعام المغذي، ومع ذلك فإن التخفيضات الكبيرة في التمويل أدت إلى توقف المساعدات الغذائية عن الملايين.

وبحسب التقرير، فإنه وطوال تسع سنوات من الصراع والنزوح، اعتمد اليمنيون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وعلى الرغم من مواجهة احتياجات هائلة، تمكن معظم الناس من الحصول على نوع من المساعدة، لكنهم يتساءلون اليوم هل تم التخلي عنهم، حيث يقول الأشخاص الذين يعيشون في النزوح إنهم لم يشهدوا قط تخفيضات في المساعدات بهذا الحجم.

وأظهرت دراسة حديثة - بحسب المجلس - أن 90 في المائة من الأسر اليمنية في أجزاء من محافظات الحديدة وعمران وحجة ومدينة صنعاء وهي مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين لم تتلق أي مساعدات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأن 80 في المائة من الناس في هذه المجتمعات يفتقرون إلى ما يكفي من المياه النظيفة؛ مما أدى إلى تفاقم مخاطر سوء التغذية والأمراض مثل الكوليرا.

80 % من المجتمعات في مناطق الحوثيين تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي (الأمم المتحدة)

ووفق المجلس، فإن نتائج هذه الدراسة أظهرت أن 80 من الأسر في المجتمعات المحلية في محافظات عدن، وأبين، والضالع، ولحج، وتعز ومأرب، لم تتناول ما يكفي من الطعام لتلبية احتياجاتها اليومية، ومن أجل البقاء، ولجأت 40 في المائة من الأسر إلى استراتيجيات التكيف السلبية مثل تخطي وجبات الطعام.

المجلس النرويجي للاجئين، أفاد بأنه نشر فرقاً في جميع أنحاء اليمن في أبريل (نيسان) الماضي، وتحدث مع المجتمعات التي لم تعد تتلقى أي مساعدات، وقال إن هذا الواقع القاسي يجبر هذه المجتمعات على اتخاذ خيارات مستحيلة.

تفشي الكوليرا

أكدت منظمة الإغاثة الإسلامية من جهتها، أن ما لا يقل عن 114 يمنياً تُوفوا حتى الآن، مع تأثر أكثر من 20 ألف شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية جراء انتشار الكوليرا بسرعة، بخاصة في شمال البلاد.

وقالت المنظمة إنها تقدم العلاج الطبي الأساسي والمضادات الحيوية للكوليرا والسوائل الوريدية ومستلزمات النظافة والصرف الصحي المحسن للمساعدة في معالجة تفشي المرض، لكن التوسيع الفوري للاستجابة أمر بالغ الأهمية، مع الحاجة إلى مزيد من التمويل بشكل عاجل لمنع المزيد من انتشار المرض الفتاك.

بدوره، ذكر صديق خان، المدير القُطري لمنظمة الإغاثة الإسلامية في اليمن، أن آلاف الأرواح معلقة في الميزان، وأن وباء الكوليرا ينتشر بسرعة، وأن التحرك السريع يعني الفرق بين الحياة والموت.

المرافق الطبية في اليمن تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية (رويترز)

وأكد المسؤول الإغاثي أن المرافق الطبية تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، وتكافح من أجل التعامل مع تفشي الكوليرا بسرعة في المناطق التي تفتقر إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، ويمكن أن تصبح قاتلة إذا لم يتم علاجها على الفور.

وأكدت منظمة الإغاثة الإسلامية أن التمويل الدولي قد جفّ مع تراجع الاهتمام العالمي بأزمة اليمن؛ مما أدى إلى توقف بعض المساعدات الحيوية، وأن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024 التي تقودها الأمم المتحدة لا تمتلك حالياً سوى 15 في المائة من التمويل الذي تحتاج إليه.

وقالت المنظمة إن فرق الصحة والتغذية التابعة لها رصدت زيادة حادة في حالات سوء التغذية والأمراض لدى الأطفال منذ أن اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق توزيع المواد الغذائية على ملايين الأشخاص في نهاية عام 2023.


سكان تهامة اليمنية تحت طائلة بطش الانقلابيين

أوساط شعبية ورسمية ترى أن الجماعة الحوثية تستقوي على أهالي تهامة وتستعرض عليهم جبروتها (أ.ف.ب)
أوساط شعبية ورسمية ترى أن الجماعة الحوثية تستقوي على أهالي تهامة وتستعرض عليهم جبروتها (أ.ف.ب)
TT

سكان تهامة اليمنية تحت طائلة بطش الانقلابيين

أوساط شعبية ورسمية ترى أن الجماعة الحوثية تستقوي على أهالي تهامة وتستعرض عليهم جبروتها (أ.ف.ب)
أوساط شعبية ورسمية ترى أن الجماعة الحوثية تستقوي على أهالي تهامة وتستعرض عليهم جبروتها (أ.ف.ب)

صعَّدت الجماعة الحوثية في اليمن من أعمال البطش والتنكيل بسكان منطقة تهامة (غرب)، حيث بدأت الإعداد لإعدام 10 مدنيين بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بالتزامن مع تهجيرها أهالي إحدى القرى لنهب أراضيهم وممتلكاتهم.

وزعمت الجماعة أن أجهزتها الأمنية ضبطت، خلال الأيام الماضية، 10 جواسيس كانوا يعملون على جمع معلومات ورصد مواقع عسكرية تابعة لها في الساحل الغربي لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد الهجمات التي بدأت تنفيذها على السفن الملاحية والحربية في البحر الأحمر منذ أكثر من 5 أشهر.

وجاء ضمن مزاعم الجماعة أنها رصدت نشاطاً استخباراتياً أميركياً وإسرائيلياً بالتعاون مع عملاء فيما سمَّته «قوة 400» التي ركَّزت نشاطها على تجنيد جواسيس وتكليفهم رصد وجمع معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر التي تنفذ الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

كما ادَّعت أن مَن جرى اعتقالهم اعترفوا بتنفيذ مهام وأنشطة استخباراتية أُسندت إليهم بعد تجنيدهم، كان أبرزها تنفيذ عمليات رصد مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر ومواقع الزوارق، ورفع إحداثياتها لمشغِّليهم فيما تُسمى «قوة 400»، بغرض استهدافها من قبل الطيران الأميركي والبريطاني.

وزعمت الجماعة الموالية لإيران حصولها على اعترافات من المعتقلين بتنفيذ عمليات إعطاب وإحراق آليات تابعة لها، ثم التجهيز لتنفيذ عمليات اغتيالات باستخدام مسدسات كاتمة للصوت ومواد متفجرة، بغرض تشتيت قواتها.

ولوحت الجماعة الحوثية بعقوبة الإعدام التي تواجه مَن تم اعتقالهم، أو من يعمل على التعاون والتخابر مع خصومها، ضمن جهودها لتأمين «الجبهة الداخلية وتحصينها من محاولات الاختراق الأميركي والإسرائيلي»، وفق زعمها.

صمت أممي

جدَّدت هذه المزاعم الاتهامات للجماعة الحوثية بالاستقواء على أهالي سكان منطقة تهامة الساحلية (تشمل محافظة الحديدة وأجزاء من محافظات تعز وحجة وريمة والمحويت) وممارسة البطش والتنكيل بهم، ونهب ممتلكاتهم، والتضحية بهم في مساعيها لإثبات جبروتها وقوَّتها.

وأعادت مزاعم الجماعة الحوثية ضبط هذه الخلية الاستخباراتية التذكير بواقعة إعدام 9 من أبناء تهامة في سبتمبر (أيلول) من عام 2021، بتهمة التواطؤ والمشاركة في مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد الذي قُتِل بضربة جوية في مدينة الحديدة، أبريل (نيسان) 2018.

الجماعة الحوثية تنشر أسماء وصور 10 مدنيين من أهالي تهامة اتهمتهم بالتخابر (إعلام حوثي)

وقوبلت عملية الإعدام تلك باستنكار محلي ودولي واسع، خصوصاً أنها تمَّت بعد محاكمة وصفتها أوساط حقوقية وقانونية بالصورية والملفّقة، وسط اتهامات للجماعة باستخدام أهالي تهامة وسيلة لإثبات سطوة وقوة أجهزتها الأمنية، إذ لم يكن لمن جرى إعدامهم أي صلة تربطهم بالصماد الذي يتحرك بسرية مطلقة، وتحت حماية أمنية مشددة.

في السياق نفسه، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الجماعة الحوثية بمواصلة أعمال التهجير القسري ونهب الممتلكات بحق أبناء تهامة، والاعتداء عليهم، مستغلةً «اتفاق استوكهولم»، في ظل صمت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها).

ونقلت وكالة «سبأ» عن الإرياني قوله إن إقدام ميليشيا الحوثي على تنفيذ حملة تهجير جديدة لسكان قرية الدقاونة في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، واعتقال مَن رفضوا إخلاء منازلهم ومزارعهم، والاعتداء الهمجي على النساء والأطفال، يُعد «امتداداً لأعمال التهجير القسري والسلب والنهب التي تمارسها بحق سكان تهامة منذ انقلابها على الدولة».

وأقدمت ميليشيا الحوثي على تهجير ونهب أهالي قرية الدقاونة في محافظة الحديدة الساحلية، واعتقلت عدداً من سكانها الرافضين لإخلاء منازلهم ومزارعهم.

وذكرت مصادر محلية أن عناصر حوثية اعتدت على النساء والأطفال أثناء اقتحام القرية، وأطلقت النار عليهم متسببةً في سقوط جرحى بين النساء، في مساعٍ لإجبارهم على ترك أراضيهم الزراعية، بعد سنوات من الحملات الرامية إلى إخلاء القرية من سكانها، التي شملت تجنيد شبابها بالقوة، وممارسة الانتهاكات التي دفعت كثيرين للنزوح منها.

وأكدت المصادر أن الجماعة الحوثية اغتصبت، خلال السنوات الماضية، مساحات كبيرة من أراضي القرية بقوة السلاح.

انتهاكات يومية

ناشد أهالي الدقاونة جميع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والحكومة الشرعية العمل على إنقاذ العشرات من المختطَفين في سجون الجماعة الحوثية، وإعادة الأطفال والنساء المهجَّرين إلى منازلهم ومزارعهم.

الجماعة الحوثية لم تلتزم بـ«اتفاق استوكهولم» الذي أُبرم أواخر 2018 (أ.ف.ب)

ووفقاً لوزير الإعلام اليمني، فإن أهالي تهامة يدفعون ثمناً باهظاً منذ «اتفاق استوكهولم»، الذي لم تلتزم الجماعة الحوثية بأيّ من بنوده، واستغلته لتكريس سيطرتها، وتوسيع نطاق جرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق المواطنين، وتهجيرهم قسرياً، ونهب أراضيهم ومزارعهم، وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية.

وأعرب الإرياني عن أسفه لتقاعس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) التي تكتفي بموقف المتفرج على الجرائم اليومية التي ترتكبها الجماعة منذ انقلابها على الدولة بحق أهالي تهامة، وتحويل أراضيهم ومزارعهم إلى استثمارات خاصة، ومواقع عسكرية.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي وبعثة الأمم المتحدة (أونمها) بموقف واضح من هذه الجرائم النكراء، ووقف استغلال ميليشيا الحوثي السافر لـ«اتفاق استوكهولم» كغطاء لتنفيذ جرائمها.

من جانبه، دان ما يُعرف بـ«الحراك التهامي السلمي»، في بيان، التهجير القسري ونهب الأراضي اللذين ترتكبهما الجماعة الحوثية بحق أبناء تهامة، وكان آخر ذلك ما حدث في قرية الدقاونة شمال مدينة الحديدة.

وأرجع «الحراك التهامي» تمادي الجماعة الحوثية في انتهاكاتها بحق أهالي تهامة إلى «حالة التراخي والتعامل غير المسؤول معها»، ومن ذلك «اتفاقية استوكهولم» التي كانت طامة كبرى على تهامة، كما جاء في البيان.

بعد هجماتها في البحر الأحمر، تستنفر الجماعة الحوثية قوتها الأمنية داخلياً ضد السكان (أ.ب.أ)

ودعا البيان مَن وصفهم بـ«المخدوعين بشعارات الجماعة الحوثية التي ترفعها باسم نصرة فلسطين وغزة» إلى النظر لجرائمها وانتهاكاتها بحق أهالي تهامة، حيث تمارس نفس سلوك إسرائيل.

وتُعدّ منطقة تهامة اليمنية إحدى أكثر المناطق أهمية للجماعة الحوثية؛ فإلى جانب استغلالها الساحل والموانئ اليمنية فيه كرئة اقتصادية ومحطات لتهريب السلاح والمخدرات، وفق تقارير محلية وأممية، فإنها تستغل مساحتها الواسعة لأنشطتها العسكرية، وتعمل على إنشاء مشاريع زراعية وعقارية على أراضٍ منهوبة تعود عليها بإيرادات ضخمة.


قوى سودانية توقع في القاهرة «ميثاقاً وطنياً» يدعم الجيش

قوى سياسية سودانية توقّع في القاهرة (الأربعاء) وثيقة للتوافق (الشرق الأوسط)
قوى سياسية سودانية توقّع في القاهرة (الأربعاء) وثيقة للتوافق (الشرق الأوسط)
TT

قوى سودانية توقع في القاهرة «ميثاقاً وطنياً» يدعم الجيش

قوى سياسية سودانية توقّع في القاهرة (الأربعاء) وثيقة للتوافق (الشرق الأوسط)
قوى سياسية سودانية توقّع في القاهرة (الأربعاء) وثيقة للتوافق (الشرق الأوسط)

وقع عدد من الكيانات والقوى السياسية السودانية، الأربعاء، في القاهرة، ما سمَّته «الميثاق الوطني»، الذي يتضمن رؤية إطارية لإدارة فترة انتقالية، عبر توحيد للقوى السياسية في تجمع موحد، يقدم خريطة طريق تنفيذية لحل شامل.

ويختلف التجمع السياسي الجديد، عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، حسب مشاركين في التوقيع، في كونه يستهدف توحيد كل الكيانات السياسية دون إقصاء أحد، إلى جانب دعم القوات المسلحة السودانية في حربها الحالية مع «قوات الدعم السريع».

ووقَّع على «الميثاق الوطني» كل من «الكتلة الديمقراطية» برئاسة جعفر الميرغني، و«كتلة الحراك الوطني» برئاسة تيجاني سيسي، وحزب «المؤتمر الشعبي» برئاسة الأمين محمود، و«تحالف الخط الوطني (تخطي)»، وكتلة «التراضي الوطني» برئاسة مبارك الفاضل التراضي، و«حزب البعث السوداني» برئاسة محمد وداعه، و«الآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الحرب»، و«الجبهة الوطنية» برئاسة الناظر محمد الأمين ترك، والمجتمع المدني، إلى جانب عدد من قيادات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، ومجلس الكنائس.

وتتضمن الوثيقة الجديدة التي شهد توقيعها السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو، تأكيد «وحدة السودان واستقلال قراره»، وأن «القوات المسلحة هي المؤسسة الشرعية المسؤولة عن حفظ الأمن والدفاع في البلاد».

كما تستهدف تسوية سلمية للأزمة الراهنة، من خلال مواصلة الحوار في (منبر جدة) لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، التي تسببت في فرار أكثر من 8 ملايين شخص من ديارهم، وهجرة أكثر من 1.8 مليون إلى دول الجوار، وفقاً لتقديرات أممية.

قادة كتل سياسية سودانية يوقِّعون في القاهرة (الأربعاء) وثيقة إطارية لفترة انتقالية (الشرق الأوسط)

ووفق الوثيقة التي اطَّلعت عليها «الشرق الأوسط»، فإن أسس التوافق بين القوى السياسية تبدأ بتدشين حوار سوداني – سوداني دون إقصاء أو تدخلات خارجية، كما حددت مهام للفترة الانتقالية، بدايةً من إعادة الإعمار، وصياغة دستور دائم عبر استفتاء شعبي، ومعالجة أوضاع المتضررين من الحرب، وتنفيذ اتفاق (سلام جوبا) مع الحركات المسلحة.

كما نصَّت على آليات تشكيل أجهزة لحكم انتقالي، بدايةً من مجلس السيادة يتكون من 7 أعضاء عسكريين ومدنيين، وحكومة وحدة وطنية، ورئيس وزراء يجري اختياره من 3 أسماء يجري ترشيحهم من لجنة حكماء تضم 11 عضواً. وحددت الوثيقة آلية لتشكيل مجلس تشريعي انتقالي من 300 عضو، يجري اختيارهم من لجنة تُشكل من 15 عضواً من القوى المشاركة في مؤتمر الحوار السوداني.

وجاء التوقيع على الوثيقة بعد سلسلة اجتماعات استضافتها العاصمة المصرية خلال الأيام الماضية لعدد من القوى السياسية.

ويسعى تجمع القوى السودانية الجديدة، إلى طرح رؤيته للحل على المجتمع الدولي، حسب رئيس قوى الحراك الوطني، تيجاني سيسي، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرؤية المقدَّمة من مظلة القوى السياسية الجديدة ستُطرح على المجتمع الدولي لتأكيد أن هناك مشاريع سياسية وطنية يمكن البناء عليها في حل الأزمة السودانية».

ورأى رئيس «الحراك الوطني» أن رؤيتهم السياسية تختلف عن مبادرة (تقدم)، كون «الأخيرة ما زالت تقدم حلولاً تُقصي آخرين»، مشيراً إلى أن «بعض الأطراف الدولية تنحاز إلى (تقدم)، بينما يجب أن يعلم العالم أن هناك في الساحة السودانية مَن يملك مشروعاً وطنياً جامعاً يمكن أن يكون مدخلاً للحل».

ويتشكل تحالف «تقدم»، برئاسة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، بشكل رئيسي من قوى «الحرية والتغيير»، ومنظمات مجتمع مدني، وهيئات نقابية ومهنية. وتطالب «تقدم» الجيش و«قوات الدعم السريع» بوقف فوري للحرب، دون الإعلان عن دعم أي طرف.

وقال تيجاني سيسي إن مشروع الميثاق الوطني «يرفض النَّيل من جهات السيادة الوطنية ومؤسسات الدولة السودانية».

ولم يحدث أن اجتمعت قوى وتيارات سودانية بهذا الحجم منذ بداية الحرب الحالية في السودان، كما يؤكد القيادي بالكتلة الديمقراطية السودانية مبارك أردول، الذي أشار إلى أن التحالف الجديد يضم نحو 8 كتل سياسية كبرى تجمع أكثر من 50 حزباً سياسياً وحركات مسلحة وتجمعات مهنية ودينية.

وشدد أردول لـ«الشرق الأوسط»، على دعم التجمع لـ«القوات المسلحة السودانية في حربها الحالية ضد (قوات الدعم السريع)، ورفض إقصاء أي تيارات سياسية»، وهو ما يميزه عن «تقدم».


هجمات حوثية بلا أضرار... وواشنطن تدعم اليمن بـ220 مليون دولار

مقاتلة «إف 18» تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصدّ هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة «إف 18» تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصدّ هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

هجمات حوثية بلا أضرار... وواشنطن تدعم اليمن بـ220 مليون دولار

مقاتلة «إف 18» تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصدّ هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة «إف 18» تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصدّ هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

أكد الجيش الأميركي إطلاق الحوثيين 3 طائرات مسيرة وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن إلى خليج عدن، من دون أن تسبب الهجمات أي أضرار، وذلك في سياق تصعيد الجماعة الموالية لإيران المستمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

تزامن ذلك مع إعلان واشنطن تخصيص 220 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن، منها 200 مليون دولار عبر وكالة التنمية الأميركية، و20 مليون دولار عبر وزارة الخارجية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء في بيان على منصة «إكس»، أنه بين الساعة 11:02 مساءً و11:48 مساءً تقريباً (بتوقيت صنعاء) في 6 مايو (أيار)، أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران 3 طائرات من دون طيار فوق خليج عدن.

وأضافت أن سفينة تابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن نجحت في الاشتباك مع طائرة من دون طيار، فيما اشتبكت قوات الجيش الأميركي مع طائرة ثانية، وتحطمت الطائرة الثالثة في خليج عدن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.

وبحسب البيان نفسه، أطلق الحوثيون في نحو الساعة 5:02 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، يوم 7 مايو (أيار)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن فوق خليج عدن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وتقرر أن هذه الأسلحة - بحسب الجيش الأميركي - تمثل تهديداً وشيكاً لكل من قوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وتهاجم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أفادت في بيان، الثلاثاء، بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع انفجارين قرب سفينة تجارية على بعد 82 ميلاً بحرياً جنوب مدينة عدن، وأن السفينة وجميع أفراد الطاقم بخير، وأن السلطات تحقق في الأمر.

أموال جمعها الحوثيون من قطاع التعليم المنهار لدعم الطيران المسير (إعلام حوثي)

ولم يتبنَّ الحوثيون الهجوم على الفور، إلا أنهم مستمرون في عملياتهم التصعيدية، فيما تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى جانب مهمة «أسبيدس» الأوروبية التصدي للهجمات وحماية السفن، وسط تأثر حركة التجارة وعزوف كبريات شركات الشحن عن الملاحة في البحر الأحمر.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي، إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وتشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي (أسبيدس) فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها، إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

وكانت الجماعة الحوثية أعلنت، الجمعة الماضي، أنَّها ستبدأ استهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، ضمن ما سمَّته المرحلة الرابعة من التصعيد، تنفيذاً لتوجيهات زعيمها عبد الملك الحوثي.

وأقرّ زعيمها عبد الملك الحوثي، في أحدث خطبه، بتلقي 452 غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، كما أقرّ بمقتل 40 من مسلحيه وإصابة 35 آخرين في هذه الضربات.

فرقاطة بلجيكية انضمت للمهمة الأوروبية «أسبيدس» لحماية السفن من الهجمات الحوثية (إكس)

وتبنَّى الحوثي مهاجمة 107 سفن منذ بدء التصعيد البحري حتى الخميس الماضي، وزعم أنَّ هناك 10 قطع بحرية حربية أميركية وأوروبية انسحبت من البحر الأحمر في ظل «الشعور باليأس والإخفاق» في منع عمليات جماعته أو الحد منها، على حد وصفه.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

مساعدات إنسانية

بالتوازي مع العمليات الدفاعية التي تقودها واشنطن لصدّ هجمات الحوثيين في اليمن، أعلنت واشنطن أنها ستقدم ما يقرب 220 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لمساعدة الشعب اليمني، بما في ذلك ما يقرب 200 مليون دولار من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ونحو 20 مليون دولار من خلال وزارة الخارجية، وبذلك يصل إجمالي المساعدات الأميركية للاستجابة الإنسانية في اليمن إلى ما يقرب من 5.9 مليار دولار منذ سبتمبر (أيلول) 2014.

وبحسب البيان الأميركي، ستدعم هذه الأموال الإضافية الشركاء في المجال الإنساني لمواصلة الوصول إلى ملايين الأشخاص المستضعفين في اليمن، وكذلك ستدعم اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن من خلال علاج سوء التغذية ودعم الرعاية الصحية الأولية ومياه الشرب المأمونة وتقديم الرعاية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسكان المتضررين من الأزمات.

وفي حين تشير التقديرات إلى أن أكثر من 18 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في البلاد، معظمهم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الشمال، أكدت واشنطن أن هذه المساعدات الإضافية وإيصالها بشكل آمن ودون عوائق إلى الفئات الأكثر ضعفاً أمر بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى لإنقاذ الأرواح.

ومع التزام الولايات المتحدة بدعم اليمن الذي يعاني من أزمة إنسانية مدمرة، فإنها أكدت أنه لا يمكنها وحدها تلبية الاحتياجات، وأنه يجب على الجهات المانحة الأخرى أن تنضم إلى تكثيف الجهود لتلبية هذه الاحتياجات وسدّ فجوات التمويل الكبيرة حتى تتمكن المنظمات الإنسانية من الاستمرار في الاستجابة بفاعلية ومنع تدهور الأوضاع الإنسانية.


استعدادات لتسيير رحلات دولية من شرق اليمن

رحلة للخطوط اليمنية تهبط في مطار الغيضة الدولي قادمة من مطار الريان بالمكلا إبان إعادة تشغيله من قِبل «البرنامج السعودي» (الشرق الأوسط)
رحلة للخطوط اليمنية تهبط في مطار الغيضة الدولي قادمة من مطار الريان بالمكلا إبان إعادة تشغيله من قِبل «البرنامج السعودي» (الشرق الأوسط)
TT

استعدادات لتسيير رحلات دولية من شرق اليمن

رحلة للخطوط اليمنية تهبط في مطار الغيضة الدولي قادمة من مطار الريان بالمكلا إبان إعادة تشغيله من قِبل «البرنامج السعودي» (الشرق الأوسط)
رحلة للخطوط اليمنية تهبط في مطار الغيضة الدولي قادمة من مطار الريان بالمكلا إبان إعادة تشغيله من قِبل «البرنامج السعودي» (الشرق الأوسط)

زار وفد من هيئة الطيران المدني السعودية مطار الغيضة الدولي بمحافظة المهرة (شرق اليمن)؛ استعداداً لتسيير رحلات دولية من وإلى المطار، منها رحلات للحجاج اليمنيين لموسم حج هذا العام.

وعمل الوفد السعودي خلال الزيارة على تفقّد الإجراءات المتبعة وفحصها، وصالات الاستقبال بالمطار وبرج المراقبة، والمدرج وغيرها من مرافق المطار، والتأكد من سلامتها فنياً وأمنياً، بحسب وسائل إعلام يمنية.

وكان «البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن» نفّذ إعادة تأهيل المطار وتجهيزه، وتمت إعادة استئناف الرحلات في يوليو (حزيران) 2023، ليشكّل رافداً جديداً في رفع مستوى خدمات قطاع النقل في اليمن.

وأعاد «البرنامج السعودي» تأهيل مطار الغيضة الدولي ورفع كفاءته وتحقيق أعلى مستويات السلامة؛ تسهيلاً للوصول ودعم الروابط الاجتماعية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران، بما يتوافق مع اشتراطات أنظمة الملاحة الدولية.

جانب من احتفال أهالي المهرة باستئناف الرحلات الجوية في مطار الغيضة الدولي (الشرق الأوسط)

المشروع يتضمن إعادة تأهيل مباني المطار ووحداته، وتجهيزه بأنظمة الملاحة (R-NAV) والاتصالات التي تتوافق مع مواصفات منظمة الطيران المدني الدولي، وإعادة تأهيل صالات الانتظار والمغادرة والتفتيش وتجهيزها بالمعدات وتزويدها بأجهزة الأمتعة، بالإضافة إلى صالة التشريفات وكبار الضيوف، إلى جانب إعادة تأهيل برج المراقبة ووحدة الحرائق والإنقاذ والمياه في المطار، إلى جانب توفيره إضاءة متكاملة لسور المطار.

كما يوفر المشروع الكثير من فرص العمل للسكان وفرص استثمارية داخل المطار نفسه، بالإضافة إلى توفير التدريب والتأهيل اللازم للكوادر اليمنية على استخدام أحدث التقنيات للمطارات، مثل أنظمة الاتصالات وسيارات الإطفاء الحديثة، كما زود المطار بسيارة إسعاف بكامل احتياجاتها الطبية والإسعافية، وعربة إطفاء تطابق مواصفاتها توصيات سلامة المطارات ومكافحة الحرائق من منظمة الطيران المدني الدولي؛ دعماً لأنظمة السلامة في المطار.

ويولي «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» قطاع النقل أهميته بوصفه أحد روافد الاقتصاد المهمة لليمن، وتشمل المشاريع في قطاع النقل إعادة تأهيل المطارات، ومنها مطار عدن الدولي الذي تم تدشين مرحلتيه الأولى والثانية، محسناً بذلك جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران العاملة، إضافة إلى وضع حجر الأساس للمرحلة الثالثة التي يستكمل فيها إعادة تأهيل المدرج الرئيسي للطيران وأنظمة الملاحة والاتصالات.

يذكر أن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» قدّم أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية خدمة في مختلف المناطق اليمنية في 7 قطاعات أساسية، وهي التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، إلى جانب الزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، إضافة إلى البرامج التنموية.

وكيل المحافظة يثمّن الدعم السعودي

استقبل صالح عليان وكيل محافظة المهرة الأربعاء وفد هيئة الطيران السعودية، بحضور المهندس نويجع مغفيق، مدير عام مطار الغيضة، والعميد فيصل الحجيلي، قائد قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بالمهرة، والعقيد سالم رعفيت، مدير القاعدة الجوية بالمطار، إلى جانب ديما رشاد، مستشارة وزير النقل اليمني لشؤون النقل الجوي.

وعبّر عليان عن تقدير السلطة المحلية لما تقدمه المملكة من دعم وإسناد للمحافظة وأبنائها في العديد من الخدمات والمشاريع التنموية في مختلف المجالات، مشدداً على «المواقف السعودية التي وصفها بالصادقة تجاه الحكومة اليمنية ودعم جهود السلام والتنمية تجسيداً لعلاقات التعاون المتينة ببن البلدين».

وتفقد الوفد السعودي الإجراءات المتبعة في مطار الغيضة الدولي استعداداً لتسيير رحلات دولية من مطار الغيضة وإليه، منها رحلات خاصة بالحجاج بدءاً من موسم الحج هذا العام، كما تفقد صالات الاستقبال بالمطار وبرج المراقبة، والمدرج وغيرها من مكونات المطار التأكد من سلامتها فنياً وأمنياً.