عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

وحش الملاعب الأوروبية!

بعض نجوم كرة القدم يخطفون الإعجاب أثناء المباراة ويثيرون الاشمئزاز ويلقون السخط خارج الملعب. وأظن أن النجم السويدي العالمي زالاتان إبراهيموفيتش أفضل مثال في هذا السياق.
من النادر قراءة تصريح إيجابي مثالي لنجم باريس سان جيرمان الذي لعب لأربعة من أقوى الفرق في العالم. عندما فقد منتخب السويد فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم إثر الخسارة من البرتغال، أكد أن النهائيات خسرت حضوره، بل إن كأس العالم من دونه لا تستحق المشاهدة. وعندما لم يرشح لجوائز «فيفا» قلل من شأنها وسخر من فكرتها. لا شك أن قائمة تصريحاته التي تفتقد التواضع وتفتقر إلى الروح الرياضية، تطول. لكن تصريح إبراهيموفيتش حول مدربه السابق مورينهو للأمانة كان إيجابيا لفت انتباهي. قال «إبرا»: «لقد أخرج ما بداخلي من طاقات كامنة. لم يستطع أي مدرب قبله اكتشافها. عندما كنت ألعب تحت قيادته كنت ألعب وكلي ثقة بنفسي. لقد حولني من شخص يشعر وكأنه قطة إلى لاعب يشعر وكأنه أسد».
التصريح حافل بالمفيد، وفيه تأكيد على ما يتردد حول براعة المدرب البرتغالي الشهير مورينهو في الجانب النفسي، إلى جانب مقدرته الخططية. وكنت تحدثت مرارا حول الدور النفسي الذي من المفترض أن يؤديه المدرب قبل أن يركز على الأمور الفنية. عندما يفهم المدرب «شخصية» نجمه ويعرف تفاصيل تركيبته، وهذا لن يتأتى إلا بالدراسة والخبرة، يستطيع أن ينتزع كل إمكانات لاعبه، وهذا ما فعله مورينهو مع «إبرا».
ومن المؤكد أن كل جوانب الإعداد مرتبط بعضها ببعض ولا يمكن تحقيق النجاح إن لم يهتم الفريق المحترف بكل هذه الجوانب. وقد أشار كبار خبراء ومدربي كرة القدم إلى أهمية الثقة بالنفس، وأنها هي التي تقود اللاعب إلى الإصرار على تقديم كل ما في جعبته من إمكانات فنية. ومن لا يملك الثقة بالنفس يقف عاجزا غير قادر على إظهار وتقديم ما يملك من إمكانات. ثمة أهمية كبيرة في هذا الجانب للاستثارة الانفعالية، وكثير مما يحدث في الملاعب من روح عدوانية سببه الافتقار إلى الخبرة في التعامل مع النوعيات المختلفة للاعبين، ذلك أن كل لاعب يحتاج إلى تعامل خاص بناء على شخصيته. من الواضح أن هذا النجم السويدي قد عانى كثيرا بسبب الاستثارة الانفعالية. ويظل إبراهيموفيتش وحشا مرعبا بهجماته وأهدافه غير مرغوب فيه حين يتجاوز في تصريحاته وانفعالاته في الملعب.
في ظني أن إبراهيموفيتش يعيش أفضل أيامه الكروية، ولذلك فضله فينغر على ميسي ورونالدو، عطفا على الأداء هذه الأيام. وقال العملاق تياغو سيلفا: إن «إبرا» وكافاني أفضل ثنائي في العالم هذه الأيام. وقال عنه ماركو فيراتي: «هو ليس فقط بطلا، لكنه عبقري في كرة القدم».
وأختم بالقول: مع الأسف.. البطل «ما يكمل».
[email protected]